مواضيع اليوم

الجعفريّ: يجب أن تفي الدول بالتزاماتها تجاه العراق بتقديم الدعم والإسناد على المستوى الأمنيِّ، والعسكريِّ، والإنسانيِّ، والخدميّ..

أكـَّد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة أنَّ العالم اليوم يخوض حرباً واحدة ضدَّ الإرهاب على جبهات مُتعدِّدة، داعياً إلى ضرورة تنسيق الجهود للقضاء على هذا الخطر الذي يفتك بأرواح الأبرياء، ويستنزف خيرات الأمم.

الجعفريّ وفي تصريح صحفيّ حذر بالقول: ما لم نـُقاتِل، وتـُقاتِلوا معنا داعش على الأرض العراقيّة سيُقاتِلونكم على أرضكم، مُشدِّداً على ضرورة أن تفي الدول بالتزاماتها تجاه العراق بتقديم الدعم والإسناد على المستوى الأمنيِّ، والعسكريِّ، والإنسانيِّ، والخدميّ بما لا يُخِلِّ بالسيادة العراقيّة، علاوة على المُساهَمة في إعمار البُنى التحتيّة التي خرَّبتها عناصر داعش الإرهابيّة.

وقدَّم معاليه التعزية إلى المملكة العربيّة السعوديّة، والعالم الإسلاميِّ، والعالم العربيِّ برحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مهنئاً خادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز، مُتمنـّياً له المُوفقيّة في مُواصَلة التصدِّي لخدمة المملكة، وخدمة المنطقة، والعالم العربيِّ، والإسلاميّ.

وإلى حضراتكم نصَّ التصريحات الصحفيّة التي أدلى بها الدكتور إبراهيم الجعفريّ لوسائل الإعلام:

 

  • كيف استثمر الجانب العراقيّ زيارته، ومُشارَكته في مُؤتمَر دافوس؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ:               بسم الله الرحمن الرحيم

مُلتقى دافوس ليس مُلتقى حكوميّاً بالمعنى الدقيق إنـَّما هو مُلتقى فكريّ اختصاصيّ أكاديميّ رُبَّما تتمخـَّض عنه قرارات سياسيّة تنعكس على مُختلِف مناطق العالم؛ لأنـَّه يُمثـِّل تظاهرة تمتدُّ إلى الكثير من السياسيِّين على أعلى المُستويات، ولا تستثني بلداً من البلدان، ونحن استثمرنا هذه اللقاءات من خلال الحوارات المُباشِرة التي أجريناها مع الكثير من السياسيِّين من أصحاب القرار، أو ممَّن لديهم خلفيّة سياسيّة سابقة من المُتقاعِدين، أو أصحاب الشركات، أو أصحاب رُؤُوس الأموال أيضاً.

من المُشارَكات الأساسيّة هي كلمة الأخ الدكتور حيدر العباديّ التي كانت شاملة، وتعرَّضت للوضع العراقيِّ بشكل تفصيليٍّ، وتناولت عدّة محاور، وقدَّمت صورة لما كان عليه الوضع الأمنيَّ، وما هو عليه الآن.

قدَّم الكثير من النُقـُود لبعض الظواهر التي تعرَّض لها العراق، وتكلـّم على الوضع الاقتصاديِّ، والوضع السياسيِّ، وذكـَّر المُجتمَع الدوليَّ بالتزاماته تجاه العراق، ودعا العالم لأن يقف إلى جانب العراق.

الكلمة كانت ضافية، ومُحيطة بكلِّ المحاور المُهـِمّة، وانعكست على رُدُود أفعال أكثر من شخصيّة مُشارِكة في هذا اللقاء، وفي الوقت نفسه صارت لنا مُشارَكات من خلال لقاءات جانبيّة سواءً الملفّ السوريّ، أم الملفات الأخرى، واستثمرنا هذه اللقاءات لتوضيح الكثير من الأمور التي قد لا تكون واضحة لدى المُشاركين، وكانوا يسألون عمَّا يحصل في العراق، وإلى أين يتجه العراق، والتقينا بعدد لابأس به من الوزراء، وكانت لديهم أسئلة، واستفسارات أجبنا عنها.

بدأوا يُحِسُّون من قرب بما يحصل في العراق، وكانت اهتماماتهم واضحة، وجرى استعراض للوضع الاقتصاديِّ الحرج والاستثنائيِّ الذي يمرُّ به العراق بعد أن انخفضت أسعار النفط بشكل حادّ، وهو يـُشكـِّل 94% من مُوازَنة العراق.

قضيّة انخفاض النفط لم تكن بسبب خطأ من الحكومة، أو الوضع الحاليّ إنـّما هو بسبب ظروف دوليّة، فبيـَّن الأخ العباديّ في كلمته الإجراءات الحكوميّة لمُواجَهة هذا الخلل المُفاجئ، والحادِّ، واستنهض المُجتمِعين لأن يتحمَّلوا مسوؤليّتهم في إسناد العراق بخاصّةٍ أنَّ العراق يُواجـِه معركة حادّة، وهي الحرب ضدّ داعش، ومن العوامل الإضافيّة التي أثـَّرت في إنتاج تصدير النفط العراقيّ هو مسألة التصدير عبر الموصل والمناطق الأخرى المُحتلة من قبل داعش، فكانت رُدُود الفعل جيِّدة، وطيِّبة.

وحول قضيَّة سورية أخبرناهم في إحدى الندوات التي اشتركنا فيها بأنـَّه مضى على القضيّة السوريّة أربع سنوات، والإصرار على الحلِّ العسكريِّ لم يُفضِ إلا إلى مزيد من القتل، واستفادت منها داعش؛ إذن لابدَّ من اعتماد الحلِّ السياسيِّ، وهو يحمل سِرَّ حلِّ كلِّ هذه المشاكل، والملفات، وربطنا بين المُشكِلة الموجودة في سورية وبين المُشكِلة الموجودة في العراق، وأنـّه كان مُتوقــَّعاً أن تعبر هذه الحالة من سورية إلى العراق؛ لذا ليس لنا إلا أن نـُعجِّل بالحُلـُول السياسيّة.

 

  • كيف تعاطى المُجتمَع الدوليُّ مع مطالب العراق بالمزيد من الدعم لقواته المسلحة، ولاقتصاده وهو يُواجـِه هجمة إرهابيّة شرسة لا تطال العراق فقط، بل تطال العالم الحُرَّ.. كيف تلقـَّوا هذه الدعوة؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: تلقـّوها بإيجابيّة سواءً كان في مُؤتمَر لندن الذي انعقد قبل يومين، أم في دافوس.

المطالب العراقيّة مطالب مشروعة، ولا تحتاج إلى مزيد من التحليل، وليس سِرَّاً على أحد أنَّ اليوم العراق يُواجـِه تحدِّياً حقيقيّاً على الأرض، واستنزاف من قبل داعش، وذكـّرناهم بالوعود التي قطعوها في نادي جدّة، ونادي باريس، ونادي نيويورك، وقلنا لهم في ذلك الوقت: إنَّ مطالب العراق تتلخـَّص بالشكل التالي:

أولاً: لدينا قرابة المليونين من النازحين في هذا البرد القارص، يحتاجون مُساعَدات إنسانيّة وخدميّة.

ثانياً: الدعم العسكريّ والأمنيّ على مُستوى التجهيز، والمعلومات، والتدريب، ومُساعَدات أخرى؛ حتى تجعل الجانب العراقيَّ يتفوَّق -وهو قد حقـَّق تفوُّقاً حقيقيّاً على الأرض-.

ثالثاً: لابدَّ من رفع سقف المُساعَدة إلى الجانب العراقيِّ، وذكـَّرناهم بأنَّ العراق هو الطرف الأصعب في المُعادَلة -واستبسال المُقاتِل العراقيّ، واستعداده للتضحية، وتقديمه عدداً كبيراً من الشهداء هو أصعب شيء في المُعادَلة العراقيّة-؛ حتى يستطيع الطرف العراقيّ أن يملك ناصية التحكـَّم بمُعادَلة المُواجَهة بينه وبين داعش.

 

  • العراق اشتكى من بعض التلكـُّؤ من قوات التحالف، والدول الغربيّة في تقديم الدعم إلى العراق. كيف كان ردُّ هذه الدول في مُؤتمَر لندن حول هذا الرأي؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: في مُؤتمَر لندن كان هناك تفاعُل، والكلمات التي سمعتها كانت جيِّدة، وتحمل بعض الوعود. أتمنـَّى أن يلتزموا بها.

أمَّا هنا (مُؤتمَر دافوس) فليس هناك تمثيل رسميّ للحكومات إنـَّما هم في صلب مُقدّمات القرار، والتثقيف على القرار، والتمويل لتنفيذ القرار.

هنا في دافوس ظاهرة أوسع، ونحن استثمرناها، وأوصلنا المحاور التي نـُريدها، وكان هناك تفاعُل من قبل الحاضرين سواء كان بشكلها الإجماليِّ، أم الشخصيّات التي التقيتها بعد الكلمة. وجدت أنَّ تلقـِّياتها إيجابيّة.

 

  • هل تمَّ تقديم وعود ثابتة لتمويل شيء يُسمَّى صندوق دعم العراق؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: نحن نـُواصِل جهودنا، وكلَّ إمكاناتنا في سبيل تحقيقه، وهذا الأمر طـُرِحَ قبل أكثر من شهر، وحاورنا كلَّ الأطراف بقدر ما لديه من إمكانات سواء كانت أمنيّة أم غير ذلك من أنواع الدعم.

بعد لقاء دافوس يُفترَض أن تكون هناك مُتابَعة تنفيذيّة من قبل الحكومة بحسب الاختصاصات؛ لتحويل هذه الأمور، والاتفاقات الأوليّة إلى مصاديق على الأرض.

 

  • هل هناك اختلاف في وجهة النظر في فرنسا بعد الأحداث، أعني: الدعم المُقدَّم إلى العراق قبل أحداث فرنسا وبعدها؟

الدكتور إبراهيم الجعفريّ: ذكـَّرناهم بالإصابات الإرهابيّة التي أصابتهم، وأنَّ هذه لم تكن أول ضربة -نتمنـَّى أن تكون آخر ضربة- وذكـَّرناهم بهذه المأساة، وقلنا لهم: ما لم نـُقاتِل، وتـُقاتِلوا معنا داعش على الأرض العراقيّة سيُقاتِلونكم على أرضكم، وقد تحقـَّق ذلك - للأسف-، وقلناه في نيويورك وأصيبت كندا، والسويد، وقد تـُصاب بلدان أخرى -لا سمح الله-؛ إذن الحرب واحدة، وجبهاتها مُتعدِّدة.

نحن في حرب ضدَّ داعش، أمّا الجبهات اليوم فرُبّما تكون غداً أو بعد غد جبهات أخرى؛ لذا يجب أن يتعاملوا بمنطق الاستباق، والمناعة الأمنيّة قبل أن يفتك بهم داعش، ويُصيبهم في عُقر دارهم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !