الجعفريّ: العراق ليس بلداً ضعيفاً بل هو بلد قويٌّ، ومن موقع قوته أعطى وقتاً كافياً لحلِّ المُشكِلة بطريقة سلميّة، وسيُواصِل جُهده، وإنما رفض من تركيا شيئاً فهو لم يرفض تركيا الجارة، ولم يرفض تركيا الشعب إنما رفض الاختراق التركيَّ للسيادة العراقيّة، وهذا الموقف نفسه يتخذه العراق حيال كلِّ انتهاك لأيِّ دولة عربيّة، بل لأيِّ دولة من دول العالم..
الجعفريّ: هناك دول صديقة تشارك معنا في الجوِّ، وفي الإعلام، وما شاكل ذلك، لكنَّ أغلى شيء في مُعادَلة المُواجَهة هو الدم العراقيُّ. فإذا اختار الطرف المقابل الصعود فليعرف أنَّ العراقيين ماهرون في الدفاع، ومُستبسِلون في الدفاع عن كرامتهم، وعن شرفهم، ولا يعتدون على أحد، ولكنهم يُدافِعون بضراوة عن كرامتهم..
المُؤتمَر الصحفيّ للدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقيّة في جامعة الدول العربيّة
الجعفريّ: اليوم قد حضرتُ الاجتماع الذي دعوتُ له بشكل استثنائيٍّ وزراء الخارجيّة العرب لمناقشة موضوع انتهاك السيادة العراقيّة من قبل تركيا. كنتُ سعيداً جدّاً عندما وجدتُ أنَّ الخطاب العربيَّ خطاب مُوحَّد بكلِّ مُفرَداته، واتفقت كلمة الدول العربيّة جميعاً على لسان وزراء الخارجيّة لإسناد العراق في موقفه، وقراره الذي طلبه من جامعة الدول العربيّة، وهو إدانة التدخـُّل، والانتهاك للسيادة العراقيّة من قِبَل تركيا، والمطالبة بسحب هذه القوات، والتعاون لتعزيز وحدة، وسيادة العراق، والحفاظ على وحدة أراضيه.
غمَرَنا الإخوة الوزراء بأعذب التعابير، والمشاعر نمَّت عن وجود حسٍّ عربيٍّ مُشترَك ارتقى إلى مُستوى المسؤوليّة، ولن يتردَّد في أن يتخذ قراره، وطغى زمن الجلسة بفترة زمنية قياسيّة ليُشيد بموقف العراق، ويُشيد بالدبلوماسيّة العراقيّة كيف شرعت منذ أوَّل الأحداث وإلى أين انتهت.
هذا بالنسبة لنا كان مُؤشِّراً طيِّباً وبلسماً رغم المُعاناة في هذه الأيام القليلة الماضية من أجل أن نصل إلى نتيجة؛ وبذلك انسجمت الإرادة العربيّة مع إرادة العراق، وكذلك كثير من الدول المُحِبّة بالعالم التي أجريتُ بها اتصالات هاتفيّة، أو التقيتها، أو اجتمعنا وإياها في مجلس الأمن في نيويورك؛ وبذلك أشعر أنَّنا حققنا اليوم إنجازاً رائعاً وأنا أقف أمام وحدة الموقف العربيِّ، وحدة القرار العربيِّ، وحدة الشعور العربيِّ الذي استقطبته عمليّة انتهاك السيادة العراقيّة، وهذا في تقديري إنجاز كبير جدّاً، وأسدي فائق الشكر والتقدير والاحترام من خلال شاشاتكم المُحترَمة لكلِّ إخواني وزملائي الذين وقفوا هذا الموقف التاريخيَّ من العراق..
هذا ما يُخفـِّف علينا، وددتُ أن أذكر لكم شيئاً بسيطاً جدّاً من الخطاب الذي ألقيته مع إخواني وزملائي العرب: العراق ليس بلداً ضعيفاً بل هو بلد قويٌّ، ومن موقع قوته أعطى وقتاً كافياً لحلِّ المُشكِلة بطريقة سلميّة، وسيُواصِل جُهده، وإنما رفض من تركيا شيئاً فهو لم يرفض تركيا الجارة، ولم يرفض تركيا الشعب إنما رفض الاختراق التركيَّ للسيادة العراقيّة، وهذا الموقف نفسه يتخذه العراق حيال كلِّ انتهاك لأيِّ دولة عربيّة، بل لأيِّ دولة من دول العالم. نحن لسنا مع الانتهاكات، هذا عصر عصر التعايش، والتسالم، والمصالح المُشترَكة؛ لذا اتصف البيان العراقيُّ، والخطاب العراقيّ بأنه خطاب يتحرَّك في دائرة المُشترَكات مع كلِّ دول العالم، وهذه أوَّل مرّة نواجه في هذه الحكومة الجديدة خرقاً بهذا الشكل -للأسف- من قبل تركيا، ونأمل أن تنسحب القوات التركيّة من العراق، وتعود العلاقات العراقيّة-التركيّة إلى مجاريها الطبيعيّة؛ ونكون قد انسجمنا مع مبادئنا، ومع قِيَمنا.
لابُدَّ لي أن أسدي الشكر والتقدير لإخواني في جامعة الدول العربيّة السيِّد نبيل العربيّ، والسيد أحمد بن حلي خصوصاً أنَّ علاقتنا معهما طويلة، ومُتشعِّبة. نأمل أن يمضوا، وهكذا في إدارة ملفات المشاكل، والإنجازات بنفس الروحيّة، وأن يحظوا بنفس الإجماع العربيِّ، كما هو اليوم تتوَّج بإكليل الإجماع العربيِّ رأيته بأمِّ عيني، وأنا فرح بذلك.
مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي: القرار الذي أصدره وزراء الخارجية هناك تضامن عربي وبالإجماع مع العراق ومع احترام سيادة العراق وسلامته الإقليمية والعناصر التي تضمنها هذا البيان هو يجسد الموقف العربي المساند بكل قوة مع العراق، أولا انسحاب القوات التركية من أراضيه كأولوية مطلقة لاحترام سيادة العراق وعدم تكرار ذلك في المستقبل أيضا مساندة العراق في كل ما يتخذه من اجراءات للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، وأيضا مساعدة العراق فيما يتخذه من خطوات دبلوماسية وعلى كافة المستويات وبالذات في إطار مجلس الأمن الذي هو المكفول له حماية الأمن والاستقرار في العالم وهذه المنطقة، الآن هي منطقة مضطربة ودخول القوات التركية للعراق هذا يزيد في اضطراب المنطقة وعدم استقرارها، أنا اكتفي بهذا كما قلت وستطلعون على الموقف العربي البيان بكل دقة وبكل أمانة.. القرار يقول اتخاذ موقف عربي موحد إزاء انتهاكات القوات التركية للسيادة العراقية بما مجلس جامعة على المستوى الوزاري المنعقد في دورته غير العادية في 24 ديسمبر كانون الأول 2015 في مقر الأمانة العامة بالقاهرة برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة استنادا إلى ميثاق الأمم المتحدة وإلتزاما بميثاق جامعة الدول العربية الحفاظ على سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتنفيذا لقرارات مجلس الجامعة على مستوى القمة بشأن الحفاظ على أمن الدول العربية باعتبارها الضمانة الأساسية للأمن القومي العربي وحماية للأمن القومي العربي والسيادة الإقليمية للدول العربية ضد كل مظاهر التدخل باعتباره تدخلا في شؤونها وانتهاكا لسيادتها وسلامتها الإقليمية وتأكيدا على أن بناء علاقات مثمرة بين العالم العربي ومحيطه الإقليمي يقوم على أساس احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وبعد الاطلاع على مذكرة العراق ورؤساء الوفود يقرر العراق عن إدانته للحكومة التركية لتوغل قواتها العسكرية في الأراضي العراقية باعتباره إعتداءاً على السيادة العراقية وتهديدا للأمن القومي العربي، ثانيا مطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها فورا من الأراضي العراقية دون قيد أو شرط، ثالثا مساندة الحكومة العراقية في الإجراءات التي تتخذها وفق قواعد القانون الدولي ذات الصلة التي تهدف إلى سحب الحكومة التركية لقواتها من الأراضي العراقية، رابعا مطالبة الحكومة التركية الالتزام بعدم تكرار السيادة العراقية مستقبلا مهما كانت الذرائع، خامسا الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية تبليغ قرار المجلس بهذا الشأن رسميا لرئيس مجلس الأمن، سادسا العضو في مجلس الأمن متابعة المطلب المتضمن انسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحين تحقيق الانسحاب الناجز لهذه القوات.
الجعفريّ: أثبت بحضور الدكتور أحمد بن حلي سواء كان في الجلسة الخاصّة، أم الجلسة العامّة كانت قد اجتمعت كلمة وزراء الخارجيّة العرب وأنا مُمتنٌّ لهذا الشيء، وهو ليس بياناً إنما قرار اتخذته جامعة الدول العربيّة يحظى بالإجماع الكامل على أصل القرار، وعلى فقرات القرار فقرة فقرة.
أنا مُمتنٌّ جدّاً، وهذا أثبت لي بأنهم إن يختلفوا على أشياء لكنهم لا يختلفون على الحفاظ على سيادة أيِّ دولة من الدول العربيّة.
الجعفريّ: الاجتماع عُقِدَ بناءً على طلب وزارة الخارجيّة العراقـيّة، وكان الاجتماع مُنعقِداً لغرض مُناقشة الاختراق التركيِّ للسيادة العراقـيّة، وركـَّز بجلستيه الخاصّة والعامّة على هذه الفقرة، واتفقت كلمتهم بالإجماع على إدانة هذا التدخـُّل، والمطالبة بالانسحاب، وعدم تكراره.
الجعفريّ: ما صدر اليوم عن جامعة الدول العربيّة على مُستوى وزراء الخارجيّة علامة مُضيئة ومُشرِقة ورائعة جدّاً، وأظنُّ أنها سابقة أولى كشيء يحظى بالإجماع؛ لذا لا أزهد، ولا أقلل من قيمة القرار، وحجمه، وكانت لغة التعبير عنه مُختلِفة، لكنـَّها كلها تدور حول ناظم واحد، وهو الإدانة بالمُفرَدات الثلاث التي ذكرتها.
أنا أطمح أن تشهد جامعة الدول العربيّة على مُستوى الوزراء، وعلى مُستوى الرؤساء هكذا مُمارَسة بالإجماع لكلِّ قضاياها المُهمّة سواء كانت باتجاه فلسطين، أم تجاه الدول الأخرى أن تحظى بالإجماع؛ حتى يسمع العالم أنَّ صوت العرب صوت مُوحَّد.
ما يتعلق بالخطوات اللاحقة نحن على أتمِّ الاستعداد للبدء بصفحة جديدة عندما تنسحب القوات التي اخترقت سيادتنا، ونـُصِرُّ على ذلك.. نحن لا نرفض تركيا؛ لأنها جغرافية ثابتة، لكننا نرفض التجاوز التركيَّ. ولو أنَّ أيَّ دولة من الدول كانت قد ارتكبت ما ارتكبته تركيا لرفضناها بضرس قاطع، وعندما تكون دولة جوار لحرصنا عليها أشدَّ الحرص على أن تبقى العلاقة بيننا وبينها قويّة، ولكن إذا اختار الطرف الآخر التصعيد فنحن نملك ما نـُصعِّد لأنَّ عندنا قاعدة، وبنية تحتيّة تملك مُستلزَمات المُقاوَمة للدفاع عن العراق مهما كان الطرف الآخر.
أذكـِّركم كإعلاميين: حرب الخليج الأولى، وحرب الخليج الثانية، وحرب الخليج الثالثة لم تستطع أن تـُسقِط صدام، إنما الذي أسقط صدام هو إصرار الشعب العراقيِّ على رفضه.. انتهت الحرب الأولى ولم ينتهِ إصرار الشعب العراقيِّ، والمُقاوَمة، وانتهت الحرب الثانية ولم يستطيعوا أن يُسقِطوا صدام، وواصَلَ الشعب العراقيُّ إلى أن أسقطه. إنَّ إدارات دول العالم التحقت بالقطار العراقيِّ الرافض لصدام..
الحقيقة في الرفض هو نفس الشعب الآن يُقاوم.. انظروا الآن إلى التجربة الجديدة في العراق.. إلى الأمس القريب كنا قد ورثنا أعداداً كبيرة من الدواعش من مُختلِف دول العالم ماذا كانت النتيجة على مسرح المُواجَهة 40% من الأراضي العراقيّة كانت قد اغتـُصِبت من قبل الدواعش، واليوم بقيت 17% تحت تأثير ضربات العراقيِّين، وأؤكـِّد لكم أنَّ العراقيين وحدهم هم الذين يُديرون دفة المعركة ضدَّ داعش، نعم.. هناك دول صديقة تشارك معنا في الجوِّ، وفي الإعلام، وما شاكل ذلك، لكنَّ أغلى شيء في مُعادَلة المُواجَهة هو الدم العراقيُّ. فإذا اختار الطرف المقابل الصعود فليعرف أنَّ العراقيين ماهرون في الدفاع، ومُستبسِلون في الدفاع عن كرامتهم، وعن شرفهم، ولا يعتدون على أحد، ولكنهم يُدافِعون بضراوة عن كرامتهم.
الجعفريّ: مصر باعتبارها الأكبر العربيَّ، وباعتبارها حاضنة جامعة الدول العربيّة، وباعتبارها القطب الثاني المُتمِّم على الجناح الأفريقيِّ للعراق الذي يُمثـِّل الجناح الآسيويَّ، وهي قرين الحضارة العراقيّة. فبعد أن ظهرت الحضارة العراقيّة في العالم ظهرت إثرها وبعدها الحضارة المصريّة.
هذه الثنائيات المُتكامِلة بين مصر والعراق تجعل مصر ثقافيّاً في البنية الاجتماعيّة تتوق، وتتطلع لإقامة أمتن العلاقات مع العراق.. ولم يكن التعاطي على مُستوى المُدرِّسين، والمُختصِّين، والأطبّاء الذين يأتون من مصر إلى العراق إلا مصداقاً لهذا التعامل؛ إذن هناك بنية تحتيّة تغذي العلاقة، والقاعدة العراقيّة-المصريّة على طول الخط..
هذه أقوى من كلِّ التحدِّيات؛ لذا أملنا بمصر أن تقف دائماً إلى جانب العراق، وإلى جانب كلِّ دولة تتعرَّض سيادتها للانتهاك.
الجعفريّ: السقف الزمنيّ تركناه على قرار جامعة الدول العربيّة، ووزراء الخارجيّة الذين طالبوا بأن يكون في أسرع وقت مُمكِن، وفرَّقنا بين التصريح بالانسحاب وبين إخلاء الساحة العراقيّة.
التصريح سريع؛ إذ يُمكِن لأيِّ مسؤول تركيّ بأن يقول: قرَّرت تركيا سحب القوات. هذا سهل، ويُمكِن أن نتعاطف من الناحية التنفيذيّة والعمليّة بأن تأخذ بعض الأيّام إلى أن تنسحب، لكنَّ قرارنا لا رجعة فيه، وهو ضرورة الانسحاب السريع.
الجعفريّ: قرار جامعة الدول العربيّة لم يكن قراراً لانتهاك سيادة العراق، بل أكـَّد على أن السيادة العربيّة جزء لا يتجزَّأ عن بعضه، وهو كليٌّ مُتماسِك، وانتهاك السيادة لا يُسمَح به، وأنَّ أيَّ انتهاك لأيِّ دولة عربيّة هو انتهاك لجميع الدول. هذا ينطبق على سورية، وينطبق على أيِّ دولة عربيّة تتعرَّض لانتهاك، وسيكون الموقف واحداً.. لا يُوجَد فرق فيه، وصرَّح به الجميع، ووقـَّعوا عليه، نعم.. البيان يُركـِّز على خص العراق؛ لأنَّ العراق الآن مُعرَّض للانتهاك، وأنَّ وزارة الخارجيّة العراقيّة طلبت هذا الشيء، لكنَّ مضمون البيان لم يستثنِ أيَّ دولة عربيّة فيما إذا تعرَّضت لانتهاك سيكون الموقف موقفاً واحداً.
الجعفريّ: لم ندخل اليوم في تفاصيل الإجماع على مُستوى التعاطي العسكريِّ، ولم نطلب من جامعة الدول العربيّة أن تتدخل عسكريّاً، وإنما تحدَّثنا عن موقف سياسيٍّ رافض للانتهاك، ويُبلِغ تركيا بأن تنسحب.
القوى العربيّة المُشترَكة طـُرِحَت فكرة المشروع في شرم الشيخ في اللقاء السابق، وجرى التداول به، وكان لدينا تحفـُّظ عن التوقيت، وأنه يجب أن يأخذ حِصّة كافية من الحوار حتى يُولد وقد نضجت فلسفته.
العمل العسكريّ به فلسفة، وآليّات، وهيكليّة، وأهداف، وتعريف الهُويّة هل هو جيش جديد، أم هو جيش يستجمع مُكوِّناته من مُكوِّنات الجُيُوش العربيّة.. نحن ماضون به، وأؤكـِّد لك أنَّ الدول العربيّة لديها مُقوِّمات إنشاء قوة عسكريّة إن لم يكن اليوم فمُستقبَلاً، وكذلك نتمنى لها أن تـُنشِئ سوقاً اقتصاديّة مُشترَكة.
الجعفريّ: اتصل بي شخصيّاً معالي الأخ عادل الجبير وزير خارجيّة السعوديّة، وأبلغته بصراحة بأنَّ العراق الذي يُمثــِّل أعماقاً مُتعدِّدة عمقاً إسلاميّاً، وعمقاً عربيّاً، وعمق المُواجَهة في حربه على داعش، وهي حرب تهمُّ كلَّ العرب، وكلَّ المُسلِمين لا يصِحُّ أن يتسلـَّم الخبر من التلفزيون. يجب أن تـُطرَح عليه الأمور بشكل مُباشِر، كما تـُطرَح على بقيّة الدول.
لم يُطرَح علينا هذا الموضوع مُباشَرة، ولم يأخذ حِصَّة كافية من النقاش فنحن نعتقد أنَّ مثل هذه المُبادَرات يجب أن لا تقفز على المُقدّمات الصحيحة، ويجب أن تـُخاطِب الدول بأولويّاتها، والعراق يقف في الصدارة شأنه شأن بقيّة الدول؛ لذا لا نملك معلومات تفصيليّة عنه، ونحن إلى الآن غير مُلزَمين به مادمنا لا نعرف عنه شيئاً.
الجعفريّ: نحن تجاوزنا المصالحة إلى المُشارَكة الوطنيّة.. أيُّهما أعلى رتبة، وأكثر أهمّـيّة؟
نحن الآن في مُشارَكة وطنيّة.. كيف لا تقرأون العراق على الأقلِّ العناوين العامّة.. في الهيكل السياسيِّ رئيس جمهوريّة العراق سُنـّيّ كرديّ، ورئيس برلمان العراق سُنـّيّ عربيّ، ورئيس وزراء العراق شيعيّ عربيّ.
أيّ صفحة أنصع من المُشارَكة الوطنيّة على أعلى المُستويات، وكذلك في أجهزة الدولة، وفي كلِّ دائرة من دوائر الدولة، وفي المدارس، والمستشفيات، والمُدُن.
وصلنا إلى هذا النوع من المُشارَكة العريضة في كلِّ مُؤسَّسات الدولة.
أنا أشكر حرص الذين يُؤكـِّدون على هذا، ولكني أدعوهم مُتواضِعاً لأن ينظروا في التجربة بشكل جيِّد، وسيجدون ما من صفحة من صفحات التصدِّي في العراق إلا وتـُجسِّد المُشارَكة، علاوة على على المُصالـَحة.
الجعفريّ: كلُّ الأبواب ستكون مفتوحة أمام العراق.. العراق إلى الآن لي يُهدِّد بشيء، ولكن عندما يستمرُّ التهديد لأمننا، وسلامتنا فسنستخدم كلَّ الطرق المشروعة للردِّ على هذا الانتهاك، وباب الخيارات مفتوح، ونعتقد أنَّ هذه الجولة على أشقائنا العرب، والدول الصديقة، والدول البعيدة عنا حظيت بتجاوب وتعاطف. مادامت مطالبنا مشروعة فحن نحظى بتجاوب دول العالم. أعتقد أنَّ على تركيا أن تـُظهر تعقـُّلاً عالياً، وتتلمَّس آثار رُدُود الفعل عراقيّاً، وعربيّاً، وإسلاميّاً، وعالميّاً.
التعليقات (0)