الجعفريّ: استمرار الدعم الدوليِّ لبلدنا العراق في حربه ضدَّ داعش يُعَدُّ أمراً جوهريّاً؛ لأنـَّها حرب ضدَّ الإرهاب العالميِّ الذي طالما حذرنا من تداعياته الإقليميّة، والدولـيّة..
الجعفريّ: داعش يشكـَّل كارثة إنسانيّة؛ لذا فإنَّ الدعم يجب أن يستمرَّ بوتيرة أكبر، وتنسيق أوثق من أجل أن يُؤتِي ثماره، ويُحقـِّق النصر على تلك العصابات الإرهابيّة التي تحمل فكراً مُتطرِّفاً لا يعترف إلا بالقتل، والذبح، والاغتصاب، والسرقة، وتدمير كلِّ أشكال المدنيّة، والتحضُّر، والحياة الإنسانيّة..
الجعفريّ: التصدِّي عسكريّاً للإرهاب لن يكون له جدوى ما لم يتمَّ القضاء على منابعه، ومدارسه الفكريّة؛ وذلك من خلال حملة دولـيّة تستهدف تلك المنابع الفكريّة الضالة، والمُنحرفة، والتي تـُروِّج لهذا الفكر عبر المنابر، والقنوات الفضائـيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ..
الجعفريّ: إرهاب الخلافة المزعومة داعش الذي لايزال يستولي على مُدُن في العراق وسورية يُشكـِّل تحدِّياً كبيراً لقواعد القانون الدوليِّ، ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة بالسيادة الوطنيّة، واحترام الحُدُود الدولـيّة لدولة مُوغِلة في التاريخ، والحضارة..
الجعفريّ: أستعرض ما حققته قواتنا المُسلـَّحة، ومُتطوِّعو الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر من نجاحات في استعادة المُدُن، والقرى التي تعرَّضت للاحتلال من داعش، إذ تمَّ تحرير مدينة تكريت، وإرجاع نسبة 90% من أهل هذه المدينة إلى مساكنهم، وتحرير مدينة الرمادي، وبيجي، وسنجار، وجرف النصر، والإسحاقي، وفكّ حصار عصابات داعش، ومسك الأرض في مدينة ديالى، والقرى والأقضية بعد تحرير الأراضي بحوالى 40% من التي استولت عليها داعش..
الجعفريّ: ندعو دول المنطقة إلى العمل بمزيد من الحرص على إضعاف منابع التهديدات الإرهابيّة، وعزلها، وشلِّ حركتها، ونـُكرِّر التأكيد على عدم إمكانيّة دحر الإرهاب إلا باتباع نهج يتسم بالمُثابَرة، والشُمُول، ويقوم على مُشارَكة جميع الدول، والمُنظـَّمات الدولـيّة، والإقليميّة، وتعاونها بفعالـيّة في منع التهديدات الإرهابيّة..
الجعفريّ: المُشكِلة الحيويّة التي تواجه العراق اليوم هي مزيج مُعقـَّد من تحدِّيات عسكريّة، وأمنيّة، وإنسانيّة..
الجعفريّ: إنَّ ما يزيد على مليوني عراقيٍّ لايزالون نازحين عن مُدُنهم التي استولت عليها داعش، وتسعى الحكومة العراقـيّة جاهدة لاتخاذ جميع الخطوات المُمكِنة، ووضع آليّات لحماية المُتضرِّرين، والمُهجَّرين بمَن فيهم الأطفال، والنساء، وأفراد الأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة، وتهيئة الظروف التي من شأنها أن تـُفضي إلى عودة النازحين، وتكفل لهم الأمان، وقد خصَّص مجلس الوزراء العراقيِّ مبلغ مليار دولار لعام 2014، وملياراً آخر في 2015 كدفعة أولى لمُساعَدة النازحين، وسيقوم باعتماد مبالغ أخرى..
الجعفريّ: لقد شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة عصابات داعش الإرهابيّة انتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان، وارتكبت داعش بحقهم جرائم ضدَّ الإنسانيّة، ولاسيَّما النساء، والأطفال، والأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة من المسيحيِّين، والإيزديِّين، والتركمان الشيعة والسُنـَّة، والصابئة، والشبك، والعرب، والأكراد، وأصبحت جرائم الاغتصاب، والاستعباد، وبيع الفتيات الإيزديّات كسبايا، وتجنيد الأطفال، والقتل المُروِّع بالحرق، والذبح من الجرائم المُميِّزة للعصابات الإجراميّة..
الجعفريّ: تعمل حكومة العراق في برنامجها الحكوميِّ على تعميق مفهوم المُواطنة، وتلبية الحاجات المُلِحّة للمُواطِنين، وشرعت الحكومة في إجراءات إصلاحيّة تهدف إلى تصحيح الواقع السياسيِّ، والاقتصاديِّ، والتشريعيِّ، وتوحيد الصفِّ الوطنيِّ عبر توحيد جُهُود مُختلِف مُكوِّناتها؛ لذا فإنـَّنا نشهد اليوم توافـُقاً وطنيّاً عامّاً على الثوابت الوطنيّة..
الجعفريّ: قادة العراق السياسيِّين، والدينيِّين، ومنظمات المُجتمَع المدنيِّ يُدركون جيِّداً أنَّ تعزيز الروابط الاجتماعيّة، وحماية النسيج الاجتماعيِّ للمُجتمَع العراقيِّ من خلال المُبادَرات السياسيّة، والاجتماعيّة، والإصلاحيّة التقويميّة، وتحقيق التنمية الاقتصاديّة المُستدامة، وتوفير الفرص المُتساوية لجميع أفراد المُجتمَع، وحماية حقوق الجميع هي أمور تـُشكـِّل بمُجمَلها أفضل الطرق للسلام، والأمن، والتسامح..
الجعفريّ: في العراق يُعَدُّ عام 2016 عاماً حاسماً للحكومة العراقـيّة لتحرير جميع المناطق التي استولى عليها كيان داعش الإرهابيِّ بمُسانـَدة التحالف الدوليِّ..
الجعفريّ: نهيب بمُؤتمَركم هذا أن يخرج بتوصيات تقف إلى جانب العراق حكومة وشعباً من خلال تكثيف الجُهُود المبذولة لحماية المدنيِّين، وتقديم المعونة للنازحين، والمُهجَّرين، ومُساعَدتهم في العودة إلى سكنهم..
الجعفريّ: أقترح على مُؤتمَركم إنشاء مركز تدريب القوات المُسلـَّحة العراقـيّة، ومركز لتبادل المعلومات، وإمكانيّة إنشاء محكمة دولـيّة تـُعنى بمُلاحَقة الإرهابيِّين والمُقاتِلين في صُفـُوف داعش، وتقديم مُساعَدات تتناسب مع حجم التخريب التي قامت به داعش لممتلكات المُواطِنين..
الجعفريّ: النجاح في مدينة الرمادي هو نقلة نوعيّة في التعاون مع التحالف من حيث التنسيق العملياتيّ، والدعم الجوّي، ويُمكِن لهذا النجاح أن يتطوَّر أكثر في معركة الموصل..
الجعفريّ: من المصلحة أن تقتصر معركة تحرير الموصل على أولاً: مُشارَكة القوات العراقـيّة المُسلـَّحة. ثانياً: دعم، وإسناد التحالف الدوليِّ بقيادة الولايات المتحدة الأميركـيّة. ثالثاً: الأسلحة، والأجهزة والمُعدّات التي تسلـَّمها الجيش العراقيّ كان لها أثر بالغ في حسم معركة الأنبار. رابعاً: العراق سيكون شريكاً مُهمّاً مع التحالف الدوليِّ في مُحارَبة الإرهاب حتى بعد إخراج داعش من العراق..
النص الكامل لكلمة العراق التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيّة في اجتماع التحالف الدوليِّ ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته...
أتقدَّم باسم وفد جمهوريّة العراق بالشكر، والتقدير إلى حكومة إيطاليا لإدارتها هذا الاجتماع المُهمَّ، ومن دواعي سُرُوري أن نلتقي التحالف الدوليَّ في روما، وأستثمر هذا التواجُد بتقديم الشكر، والامتنان للجُهُود الحقيقـيّة، والمُثمِرة، والمُساهَمة الفعَّالة لدول التحالف في تحرير المُدُن العراقـيّة.
إنَّ استمرار الدعم الدوليِّ لبلدنا العراق في حربه ضدَّ داعش يُعَدُّ أمراً جوهريّاً؛ لأنـَّها حرب ضدَّ الإرهاب العالميِّ الذي طالما حذرنا من تداعياته الإقليميّة، والدولـيّة، وأنَّ تمدُّده بهذه السرعة سيكون حقيقة ماثلة ما لم يتمَّ القضاء عليه بقطع رأسه في العراق، واجتثاث جُذوره في سورية؛ لما شكـَّله هذا الكيان من كارثة إنسانيّة؛ لذا فإنَّ الدعم يجب أن يستمرَّ بوتيرة أكبر، وتنسيق أوثق من أجل أن يُؤتِي ثماره، ويُحقـِّق النصر على تلك العصابات الإرهابيّة التي تحمل فكراً مُتطرِّفاً لا يعترف إلا بالقتل، والذبح، والاغتصاب، والسرقة، وتدمير كلِّ أشكال المدنيّة، والتحضُّر، والحياة الإنسانيّة.
إنَّ التصدِّي عسكريّاً للإرهاب لن يكون له جدوى ما لم يتمَّ القضاء على منابعه، ومدارسه الفكريّة؛ وذلك من خلال حملة دولـيّة تستهدف تلك المنابع الفكريّة الضالة، والمُنحرفة، والتي تـُروِّج لهذا الفكر عبر المنابر، والقنوات الفضائـيّة، وشبكات التواصل الاجتماعيّ.
إنَّ إرهاب الخلافة المزعومة داعش الذي لايزال يستولي على مُدُن في العراق وسورية يُشكـِّل تحدِّياً كبيراً لقواعد القانون الدوليِّ، ومبادئ الأمم المتحدة ذات الصلة بالسيادة الوطنيّة، واحترام الحُدُود الدولـيّة لدولة مُوغِلة في التاريخ، والحضارة.
اليوم أودُّ أن أستعرض ما حققته قواتنا المُسلـَّحة، ومُتطوِّعو الحشد الشعبيِّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر من نجاحات في استعادة المُدُن، والقرى التي تعرَّضت للاحتلال من داعش، إذ تمَّ تحرير مدينة تكريت، وإرجاع نسبة 90% من أهل هذه المدينة إلى مساكنهم، وتحرير مدينة الرمادي، وبيجي، وسنجار، وجرف النصر، والإسحاقي، وفكّ حصار عصابات داعش، ومسك الأرض في مدينة ديالى، والقرى والأقضية بعد تحرير الأراضي بحوالى 40% من التي استولت عليها داعش.
وأتقدَّم بالشكر باسم حكومة جمهوريّة العراق لجميع الدول المُشاركة في التحالف الدوليِّ، ودول الاتحاد الأوروبيِّ لتصدِّيها للإرهاب، والمُسانـَدة العسكريّة، واللوجستيّة للقوات الأمنيّة العراقـيّة، وتجفيف منابع الإرهاب، أو التمويل؛ ممّا ساهم في تعزيز، وتوسيع نطاق الدعم المُقدَّم لحكومة العراق في مكافحتها عصابات داعش الإرهابيّة، والجماعات المُرتبطة بها، وندعو دول المنطقة إلى العمل بمزيد من الحرص على إضعاف منابع التهديدات الإرهابيّة، وعزلها، وشلِّ حركتها، ونـُكرِّر التأكيد على عدم إمكانيّة دحر الإرهاب إلا باتباع نهج يتسم بالمُثابَرة، والشُمُول، ويقوم على مُشارَكة جميع الدول، والمُنظـَّمات الدولـيّة، والإقليميّة، وتعاونها بفعالـيّة في منع التهديدات الإرهابيّة.
إنَّ المُشكِلة الحيويّة التي تواجه العراق اليوم هي مزيج مُعقـَّد من تحدِّيات عسكريّة، وأمنيّة، وإنسانيّة؛ إذ إنَّ ما يزيد على مليوني عراقيٍّ لايزالون نازحين عن مُدُنهم التي استولت عليها داعش، وتسعى الحكومة العراقـيّة جاهدة لاتخاذ جميع الخطوات المُمكِنة، ووضع آليّات لحماية المُتضرِّرين، والمُهجَّرين بمَن فيهم الأطفال، والنساء، وأفراد الأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة، وتهيئة الظروف التي من شأنها أن تـُفضي إلى عودة النازحين، وتكفل لهم الأمان، وقد خصَّص مجلس الوزراء العراقيِّ مبلغ مليار دولار لعام 2014، وملياراً آخر في 2015 كدفعة أولى لمُساعَدة النازحين، وسيقوم باعتماد مبالغ أخرى.
لقد شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة عصابات داعش الإرهابيّة انتهاكات فضيعة لحقوق الإنسان، وارتكبت داعش بحقهم جرائم ضدَّ الإنسانيّة، ولاسيَّما النساء، والأطفال، والأقليّات الدينيّة، والعِرقـيّة من المسيحيِّين، والإيزديِّين، والتركمان الشيعة والسُنـَّة، والصابئة، والشبك، والعرب، والأكراد، وأصبحت جرائم الاغتصاب، والاستعباد، وبيع الفتيات الإيزديّات كسبايا، وتجنيد الأطفال، والقتل المُروِّع بالحرق، والذبح من الجرائم المُميِّزة للعصابات الإجراميّة.
تعمل حكومة العراق في برنامجها الحكوميِّ على تعميق مفهوم المُواطنة، وتلبية الحاجات المُلِحّة للمُواطِنين، وشرعت الحكومة في إجراءات إصلاحيّة تهدف إلى تصحيح الواقع السياسيِّ، والاقتصاديِّ، والتشريعيِّ، وتوحيد الصفِّ الوطنيِّ عبر توحيد جُهُود مُختلِف مُكوِّناتها؛ لذا فإنـَّنا نشهد اليوم توافـُقاً وطنيّاً عامّاً على الثوابت الوطنيّة.
إنَّ قادة العراق السياسيِّين، والدينيِّين، ومنظمات المُجتمَع المدنيِّ يُدركون جيِّداً أنَّ تعزيز الروابط الاجتماعيّة، وحماية النسيج الاجتماعيِّ للمُجتمَع العراقيِّ من خلال المُبادَرات السياسيّة، والاجتماعيّة، والإصلاحيّة التقويميّة، وتحقيق التنمية الاقتصاديّة المُستدامة، وتوفير الفرص المُتساوية لجميع أفراد المُجتمَع، وحماية حقوق الجميع هي أمور تـُشكـِّل بمُجمَلها أفضل الطرق للسلام، والأمن، والتسامح.
في العراق يُعَدُّ عام 2016 عاماً حاسماً للحكومة العراقـيّة لتحرير جميع المناطق التي استولى عليها كيان داعش الإرهابيِّ بمُسانـَدة التحالف الدوليِّ.
إنَّ العراق بحاجة إلى إعادة إعمار المناطق التي حُرِّرت، والتي سيتمُّ تحريرها خلال هذه السنة، والتي تضرَّرت بسبب الإرهاب، ولاسيَّما عودة سكان هذه المناطق إلى بُيُوتهم، وتوفير فرص العمل، وبناء البُنى التحتيّة؛ لذا فإننا اقترحنا في مُناسَبات عِدّة تأسيس صندوق إعادة إعمار المناطق، والقرى، والمُدُن المُتضرِّرة.
وهنا أهيب بمُؤتمَركم هذا أن يخرج بتوصيات تقف إلى جانب العراق حكومة وشعباً من خلال تكثيف الجُهُود المبذولة لحماية المدنيِّين، وتقديم المعونة للنازحين، والمُهجَّرين، ومُساعَدتهم في العودة إلى سكنهم، وأقترح على مُؤتمَركم إنشاء مركز تدريب القوات المُسلـَّحة العراقـيّة، ومركز لتبادل المعلومات، وإمكانيّة إنشاء محكمة دولـيّة تـُعنى بمُلاحَقة الإرهابيِّين والمُقاتِلين في صُفـُوف داعش، وتقديم مُساعَدات تتناسب مع حجم التخريب التي قامت به داعش لممتلكات المُواطِنين.
وأخيراً إنَّ النجاح في مدينة الرمادي هو نقلة نوعيّة في التعاون مع التحالف من حيث التنسيق العملياتيّ، والدعم الجوّي، ويُمكِن لهذا النجاح أن يتطوَّر أكثر في معركة الموصل، ومن المصلحة أن تقتصر معركة تحرير الموصل على أولاً: مُشارَكة القوات العراقـيّة المُسلـَّحة. ثانياً: دعم، وإسناد التحالف الدوليِّ بقيادة الولايات المتحدة الأميركـيّة. ثالثاً: الأسلحة، والأجهزة والمُعدّات التي تسلـَّمها الجيش العراقيّ كان لها أثر بالغ في حسم معركة الأنبار. رابعاً: العراق سيكون شريكاً مُهمّاً مع التحالف الدوليِّ في مُحارَبة الإرهاب حتى بعد إخراج داعش من العراق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
التعليقات (0)