لا شك أن الثوار في الصفوف الأمامية يفهمون أحداث ليبيا أكثر منا الذين نشاهد الأحداث ونعلق عليها وننتقد أحيانا ما يجري .لقد قرأت اليوم 18 يوليو الجاري في جريدة التايمس اللندنية مقالا لمراسلها في ليبيا أنتوني لويد عن القتال الذي يجري من شارع إلى شارع في مدينة النفط البريقة . وتسائل عما إذا أمكن أعادة إحتلال البريقة من طرف الثوار الذي سيرفع معنوياتهم بحيث تسطيع قيادتهم تشغيل المولد الكبير في بنغازي بالديزل المصفي في البريقة . ولكن إذا دمر ت مصفاة البريقة وفشل هجوم الثوار بشكل كامل فإن العلاقات بين الناتو والثوار ستواجه موقفا عسيرا من جديد . وفي هذا السياق يورد المراسل تعليقا للسيد أسامه الشيباني أحد الثوار المحاربين القدامى في الجبهة الشرقية حول العلاقات بين الثوار والناتوفقد قال الشيباني (أنا لا أستطيع القول أننا نكره دول الناتولأننا بدونهم نكون قد إنتهينا . والأن نحن معا فهم يراقبون كل شئ و ويقولون لنا متى وأين نذهب وما علينا عمله أو تجنبه , وهذا أحيانا شئ جميل وأحيانا اخرى نشعر أن لهم أهداف مختلفة عن أهدافنا . تعليق بسيط من محارب في الميدان عبر عما يجول في خاطر المسئولين والكتاب والمعلقين . وقد قيل وكتب في هذا الشان الأف التعليقات في المواقع اللكترونية وفي الفيسبوك والتويتر والتلفزيون والأذاعات والصحف .
الحقيقة أن وضع الثورة بعد خمسة أشهر تقريبا يحتاج ألى أهتمام المجلس الانتقالي إلى ما يلي :-
أولا :- دراسة ما يجري في الجبهات وأسباب إستمرار مقاومة كتائب القذافي وشراشة جنودها وقدرتهم الفائقة في إستعمال الأسلحة والدخيرة بشكل أدهش الجميع . فمن أين اتى القذافي بكل هذا السلاح ؟ فرغم مقاومة الثوار وتدمير الكثير منه وقيام طائرات الناتو بقصف مخازن السلاح يوميا كما نسمع في كل انحاء ليبيا , فلا زالت كتائب القذافي تملك وفرة من السلاح والعتاد. هل إشترى القذافي كل هذا السلاح قبل الثورة ؟ ولماذا ؟هل هو بهدف إحتلال مصر وتونس والنيجر وتشاد . أوإحتلال أفريقيا كلها ليحقق لقبه على الواقع كملك لملوك افريقبا بمساعدة ملوكها التقليديين . إني لا أعتقد أنه كان يتوقع مقاومة شرشة من الليبيين تحتاج كل هذا السلاح . والأحتمال الثاني هو أنه لازال يزود بالسلاح عن طريق الدول المجاورة بعد قيام الثورة وأن تجار السلاح من أوربا بما فيهم دول الناتو وروسيا لا زالوا يزودونه بالسلاح بشكل مستمر منذ قيام الثورة عن طريق دول الجواروالبحر.
ثنيا :- جنود كتائب القذافي وضباطها كم عددهم وكيف إختيروا من قبيلة واحدة أو عدة قبائل أو من عامة الشعب . وكيف دربوا وبعثوا فيهم روح الاخلاص للنظام والفرد لا للوطن إنهم يضحون بأرواحهم مقابل ماذا .أم أنهم وعدوا بمكاسب مادية ؟ إني لا أعتقد أن نظريات القذافي في حكم الجماهيرالتي تملك السلطة والثروة والسلاح والمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ومؤتمر الشعب تعني شيئا لهم كما لا تعني شيئا للشعب كله .فلماذا يختلفون عن بقية الشعب والمرتزقة كم عددهم ومن أي بلاد هم ؟ وكيف دربوا وسلحوا ؟ وهل شاركت قوى أجنبية في ذلك ؟
ثالتا :- علاقات نظام القذافي بالدول الأجنبية بعد قرار مجلس الامن 190و193 و فرض الناتو الحصار البحري .هل لا زالت دول الناتو التي إعترفت بالمجلس الأنتقالي لها نشاط دبلوماسي مع نظام القذافي وما شكله ونوعه .نحن نسمع عن إجتمتعات مع ممثلي القذافي في أوربا وتونس فما الهدف ؟ هل هو لابلاغه بضرورة الرحيل كما تصرح وزارات خارجية هذه الدول كما قيل بالامس عن لقاء الأمريكان على مستوى مساعد وزير الخارجية بوزير خارجية القذافي . وإذا كان هذا هو الهدف فلماذا يكون ممثلي أمريكا واوربا الذي يفاوضون القذافي على مستوى وكلاء وزارة ومساعدبهم وليس على مستوى سفراء في البلاد التي يجتمعون فيها على الأقل . هل يستطيع عاقل ان يصدق ما يقال ! وهل لا زالت الدول الاجنبية تصدر بضائعها إلى نظام القذافي بما فيها النفط والسلاح ؟ وكيف يدفع نظام القذافي أثمانها , خاصة إن كل حسابلت النظام في الخارج المفروض أنها مجمدة ومراقبة في كل دول العالم بقرار من مجلس الامن . والعلاقات على المستوى الدبلوماسي وموقف الدوال الافربقية والأسوية من نظام القذافي . نسمع أحيانا تصريحات تأييد لرؤساء إفريقيين وأسويين والأعتراف بالمجلس الأنتقالي . فهل إتصل المجلس الأنتقالي بهذه الدول وغيرها التي لم تعترف وإرسال مندوبين له لمحاولة الحصول على تاييدها حتى يضمن مساندتهم في حالة اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للأعتراف بالمجلس الأنتقالي كحكومة شرعية لليبيا .
رابعا:- الليبيون في الخارج وهم الان نصف مليون أو مليون لا يعرفون ما يجري في ليبيا سوى من وسائل الاعلام الأجنبية التي تقتصر على ذكر القليل دون الدخول في التفاصيل.المواقع الليبية الحرة على النت ليس لديها مراسلون في ليبيا والمدن المحاصرة ولا تهتم بالأخبار وكلها تعليقات ودبايرعلى فترة ما بعد القذافي والمجلس الأنتقالي عنده من يدبر ومن يلجا إليه لتقديم الدباير . المشكلة اليوم هي مشكلة التحرير وكيف يتم واتركوا ما بعد الثورة لما بعد الثورة . نريد نشرة رسمية من المجلس الأنتقالي تصدر مرتين في اليوم تتناول أخبار المعارك من مصادرها وأسماء وعدد الوفيات والجرحى وتقدم الثوار وتقهقرهم والدمار في الممتلكات والسلاح مدعمة بأحصائبات رسمية يومية وأسبوعية وفترة منذ قيام الثورة عن كل هذه الأمور . كذلك إصدار نشرات متخصصة عن الانشطة الدبلوماسية والدولية والأقتصادية والثقافية والاعلامية من مكاتب المسئولين عن هذه الأنشطة في المجلس الانتقالي وإذاعة هذه النشرات في وسائل الاعلام المتوفرة وفي مواقع النت . إن الأخبار التي تتناولها المواقع الخاصة متضاربة ومشوشة ولها أثار سيئة على متتبعيها فما أن نسمع تقدم الثوار حتى نسمع وقوع الثوار في مرمى مدافع القذافي أو في حقول الألغام وتقهقر الثوار إلى ما كانوا عليه عند قيام الثورة . فمنذ شهرين أو أكثر لا زال ثوا ر مصراتة على مسافة عشرين ميلا من زليطن وثوار الجبل يحتلون قرية القالوش وينسحبون منها لا أعرف كيف أنطق الأسم لأني لم أسمع بها من قبل . وثوار الجبهة الشرقية في منطقة الأربعين وأخيرا تقدمهم إلى البريقة لكن وجود الألغام عرقل إحتلالهم للبريقة وهكذا لا تعطي صورة حقيقية متكاملة للمعارك . أسئلة كثيرة تحتاج إلى دراسة وأجوبة رسمية وضرورة إنشاء مجلس مؤقت للبحوت تابع للمجلس الأنتقالي.
التعليقات (0)