مواضيع اليوم

الثلج هنا والقمح من هناك افتتاحية الشروق اليومي الجزائرية

عبدالباقي فكايري

2012-02-10 21:48:10

0

افتتاحية الشروق اليومي الجزائرية ليوم 10/02/2012 اعادت لنا صور من ماضي ما قدمه رئيس الحكومة الجزائرية احمد اويحي في تصريح سابق وما اكثر تصاريحه التي تكشفها لنا الايام في زيفها ولو بعد حين وهو الذي يدعي الخبرة والعبقرية في تسيير شؤون الامة وهو الذي يكاد يكون الشخص الوحيد القادر على تسيير البلاد بحكم عودته في كل مرة الى سدة رئاسة الحكومة وتعود معه التصريحات العبقرية  المنقذة التي تنكشف وتتكسر اشرعتها على تراب موانئ الهموم التي تسكن المجتمع الجزائري رغم ما وعد به من احلام تتحقق في المستقبل وملرت الايام والجرح في كل مرة يكبر ويكبر ولم يكبر المواطن الجزائري في نظرهم ولا مرة الا ايام الانتخابات وايام توزيع الاحلام الوردية ............. اليكم افتتاحية الشروق اليومي وهي خير ما تعبر به عن هذا اللعب غير المحترم بين الحكومة والشعب .......

عبد الباقي فكايري

 

 

 

الثلج هنا والقمح من هناك

 


الكاتب:
عبد الناصر
2012/02/10



 

يُنكّت الجزائريون بالقول إنه لا يهمّ أن يتهاطل الغيث هنا، ما دام القمح مهما بلغ مستوى تساقط الأمطار قادما من هناك، بل إن القنوط بلغ بالبعض درجة اقتراح أن تقام صلاة الاستسقاء في شمال القارة الأمريكية، وفي البلدان الأوروبية التي نستورد منها غذاءنا الأساسي وهو القمح، وغالبا ما يعصر الجزائري نِكاتها من مرارة وضعه، والتلفزيون الجزائري الذي قدّم طوال أيام العاصفة الثلجية الطويلة والعنيفة يوميا صور الجزائريين وهم يلهون بكريات الثلج، إنما اختصر عن غير قصد "فائدة"، هذا الغيث الذي منّ به الله على الجزائر فأتخم أرضها وأفاض سدودها، ونسف كل المبررات التي تحاول دائما أن تبرئ الإنسان الجزائري من تهمة التخلف، وتبحث عن متهم غيبي، فالوزير الأول قال مرة إن الجزائر ليست بلدا بتروليا، وهو يعلم أنها تأكل وتداوي وتترفّه وتبذر وتصرف على المسؤولين وأبنائهم وحتى على وزارته الأولى من أموال النفط فقط، ووزير فلاحة قال مرة إن الجزائر بلد بمناخ صحراوي، واقترح ألا يزرع بها القمح نهائيا، وهو يعلم أن كمية التساقط في معظم منطقة الشمال الجزائري يفوق كمية التهاطل في أثينا وروما، وكان من المفروض أن نحمد الله على ثروة من النادر أن تتوفر في بلد واحد، وهي النفط والغيث، وبحجم من الجحود ـ إن لم نقل من الكفر ـ عدم الاعتراف به.

 

الجزائريون بمسؤوليهم وبمواطنيهم، مازالوا يتعاملون مع أعيادهم الدينية وخيرات السماء بقليل من الشكر وكثير من الجشع، فبمجرد أن يهلّ رمضان أو تتهاطل الثلوج، حتى يجلد المواطنون بعضهم بعضا كالبنيان غير المرصوص، الذي لا يشد بعضه بعضا، في غياب كامل للدولة التي تتابع ارتفاع أسعار الغذاء والغاز وانقطاعات الماء والكهرباء، وكأنها غير معنية سوى بالتقليل من أهمية الثروة الباطنية، التي بها كانت وبها تستمر والثروة السطحية التي بها قد تضيع وتغرق.

فمنذ أسبوعين أقيمت صلاة الاستسقاء بعد تنسيق بين وزارتي الفلاحة والأوقاف، رغم علمهما بأن المشكلة ليست في الماء، وتعجز الآن الجماعات المحلية والسلطات الولاية والمركزية في تحويل نعمة الثلج والماء إلى برد وسلام على مواطنينها وعلى أراضيها، وكما ارتفع سعر النفط إلى ما فوق المئة دولار، دون أن تتحرك دواليب النمو الساكنة، ؤ وكذلك ارتفع مستوى تهاطل الغيث ومنسوب السدود، ولا أحد يأمل في أن تضاف حبة قمح واحدة إلى المحصول الضئيل الذي جعل الجزائر السبب الأول في ارتفاع أسعار القمح في الأسواق العالمية، بعد أن ارتقت بالطلب إلى أعلى مستوياته.

مشكلتنا مع الثلج الذي تبتلعه الأرض دون أن يتحول إلى حقول قمح أو عنب ورمان، هي مشكلتنا مع أسماك تعوم العمر كلّه في شاطئ يمتد على أكثر من ألف ومئتي كيلومتر، فتموت بالشيخوخة، ونستورد سمكنا من بلدان لا بحر فيها، وهي مشكلتنا مع أرض هي العاشرة كبرا في العالم، ولكنها تبور وتتحول إلى كومة إسمنت، وهي مشكلتنا مع تاريخ وجغرافيا وثروات طبيعية وبشرية، لا عين رأت مثل جمالها، ولا أذن سمعت بمثل سنفونياتها، ولا خطر على قلب أحد في العالم، مشكلتنا بالمختصر غير المفيد هي نحن!!



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات