أن تكون علاقتك مع أفراد أسرتك يشوبها غياب الثقة واللامبالاة، هذا يعني أن ذلك يجرّ، بالتالي، إلى صور مؤسية فيها الكثير من الترهّل، والتشرذم، وقد ينتج عنها تفاعل سلبي، لجهة الأهل، وهي الجهة التي يعود لها الأهمية القصوى في احتضان الأبناء، قبل أن ينطلقوا إلى المحطة التالية في الحياة، ما يتطلب منا أن نكون أكثر يقظة، وحذر في توافر ما يلزم في خدمتهم، وأهم شيء هو منحهم الثقة، أقلها، باسلوب نمطي، بحيث يتماشى مع الواقع الذي نعيش، وفي إطار حضاري يمكن معه أن تنطلق نحو بناء الثقة التي تولد معها حياة متجدّد، ترتكز على انتعاش العلاقة بين الأب والأبناء، غير متناسين الأم كطرف أساس في هذه المعادلة.
وهذه العلاقة، بين الأسرة والأبناء، من جهة والمحيط، المعاش، من جهة ثانية، تحتاج إلى شاطئ أمان حقيقي حتى يرسون عليه، وهذه الثقة يجب أن تكون محط رجاء الأبناء من قبل الأبوين، حتى ندفع بهم إلى حياة متجدّدة، بدلاً من أن نقف سداً في وجه رغباتهم، وإمكانياتهم، ضمن الأصول الأسرية، المتعارف عليها، وهذا ما سوف يمنحهم الثقة بالنفس، وتجدد العطاء، والنجاح ، بالتالي، هو الهدف من كل ذلك، وهذا ما نسعى إليه.صحيح أنه سيكون هناك بعض الأبناء، نتيجة الثقة الممنوحة لهم، ينحرفون بعيداً عن الهدف، ولكن لا بد وأن يلجؤوا في النهاية إلى ركوب الطريق الصحيح، والالتفات إلى ما يرضي الضمير، ورغبة الأبوين، ومن هنا، نكون قد سرنا بالأبناء إلى المسار السليم، لأنه، لايمكن أن نغطي الشمس بغربال مهما حاولنا أن نحجبها عنهم.
التعليقات (0)