تساهم تكنولوجيات المعلومات التي شكلت البنية التحتية لموجة من الصحف الالكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعية، والمنتديات الثقافية في إعادة تشكيل عمق الثقافة السياسية في المجتمع.
من خلال تزويد المواطنين، ومؤسسات المجتمع المدني بأدوات للاتصال والتعبئة، وتوفير ميادين تمكن الأفراد من تقديم آراءهم والتعبير عن اعتراضهم في فضاء رقمي آمن يمكن فيه توليد النقاشات المدنية بحرية مطلقة تعزز الاتجاهات نحو الديمقراطية السياسية، والتأقلم مع التفكير والعمل الديمقراطي.
كثيراً ما يُعرف المجتمع المدني بأنه ذاتي التوليد وذاتي الدعم حيث يشاطر الناس في منظماته وهيئاته قيماً جوهرية، ينظمون طوعاً النشاطات السياسية، أو الاقتصادية أو الثقافية بصورة مستقلة عن الدولة، والأحزاب السياسية.
وقد اكتسبت منظمات المجتمع المدني أهمية خاصة بعد ثورة تكنولوجية المعلومات كونها اتخذت من الإنترنت أداة لوجستية للتنظيم والاتصال.
حيث بدلت الشبكة العنكبوتية الحراك السياسي والثقافي في دول عديدة. بحيث أصبح فضاء الانترنت المنتدى الذي يتحدى فيه المجتمع المدني الدولة، والمكان الذي تتنافس فيه الحركات العلمانية مع الإسلامية، وفي دول أخرى فإنه يُشكِّل منتدى للنزاعات السياسية من جميع الأنواع.
والمجتمعات الافتراضية التي تُرسخ في فضاء الانترنت مستقلة دائماً تقريباً عن سيطرة الدولة، رغم انه من الممكن مراقبتها والتلاعب بها من جانب الدولة، كما في الدول التي تحكمها الأنظمة الديكتاتورية، وكثيراً ما يلجأ أفراد الأجهزة الأمنية في هذه الدول إلى إنشاء بعض المجتمعات الافتراضية في جهد منهم للسيطرة على المحادثات عبر الإنترنت وتوجيهها.
هذه المجتمعات الافتراضية المؤقتة تنجح في بعض المواقع في تشتيت ذهن القارئ وترويج بعض الأكاذيب، وتشويه صورة بعض الناشطين، والسياسيين لكنها غالبا ما تختفي بسرعة لأنها تنشأ في ظروف معينة ولغايات محددة، لذا أن ما يدوم هي المجتمعات التي تتشكل بروابط حقيقية، وتؤمن بالفكر ذاته.
وتتنوع ثقافة هذه المجتمعات السياسية نتيجة المحتوى الدولي المتزايد للإنباء التي تصلهم بعد دقائق من حدوثها.
وتساهم بشكل كبير الشبكات الاجتماعية في سرعة تداول هذه الأحداث وتحليلها ومناقشتها كشبكات تويتر، فيسبوك التي يستعملها الناشطين في اتصالاتهم، بصورة مستقلة عن رقابة الدولة المباشرة.
كما تساهم في ازدياد عدد الناشطين في هيئات المجتمع المدني على شبكة الإنترنت كلما ازدادت محاولات الدولة القمعية للقضاء على هذا الازدهار، وملاحقة النشطاء محلياً.
وبالنتيجة فان الثقافة السياسية التي تصلنا من خلال تكنولوجيه المعلومات تعد ثقافة تشاركية أكثر بكثير من الثقافة السياسة التقليدية السائدة، فهي تولد المحتوى السياسي، وتفسح مجالات أوسع لإبداء الرأي واثبات وجهات النظر، وتدفع الفكر الديمقراطي إلى ترتيبات جديدة من خلال تدعيم البنية التحتية للمجتمع المدني في الوعي الشعبي.
dostocan@gmail.com
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home
التعليقات (0)