مواضيع اليوم

التواصل الاجتماعي ـ حقيقة أم خداع ؟؟ ألهذا وُجدت مواقعه ؟؟!!

يوسف رشيد

2011-04-13 13:56:46

0

 مواقع التواصل الاجتماعي شأنها كشأن غيرها من المخترعات والمنجزات .. هي سلاح ذو حدين ..

يمكن استخدامه والاستفادة من جوانبه الإيجابية الكثيرة ، ويمكن استغلاله والبناء على جوانبه السلبية لاقتناص فرص مشبوهة ، أو للحصول على منفعة زائفة ..

أعتقد أن هذه المواقع وجدت أساسا لغاية نبيلة ، تستهدف تجديد العلاقات الاجتماعية التي تبعثرت بفعل الثورات الصناعية والاقتصادية ونتائجها ومنعكساتها على الجميع في العالم ..

ولأن العالم صار قرية صغيرة ، فلا بد من إيجاد وسيلة تجمع ما تبعثر على مساحة الكون ، وتعيده للحجم الجديد له : القرية الصغيرة ..

فثمة خلاف كبير بين التواصل العائلي والتواصل الاجتماعي .. وقد يتلاقيان في بعض جوانبهما ، وقد يختلفان في أخرى ..

ويبقى التواصل الاجتماعي أكثر اتساعا في عصر التلاقي الإلكتروني والتباعد المصيري ، بينما التواصل العائلي أكثر عمقا ولا يتطلب ما يتطلبه التواصل الاجتماعي ، كون العلاقات العائلية قريبة ومعروفة ومكشوفة لأفرادها ، ولا يمكن أن تعتريها التشوهات والمخادعات التي تصيب علاقات التواصل الاجتماعي في مفهومها الخاطئ أو السيئ .. مع تستر كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وراء معلومات مغلوطة أو غير صحيحة ، أو غير دقيقة ـ في أكثر الأحوال وأحسنها ـ لغايات وأسباب لا تساعد حققية التواصل الاجتماعي ..

فنراهم يتسترون وراء أسماء مستعارة وصور مستعارة أو رمزية لا تمتّ لهم بأي صلة ، ولا تعبر عنهم بأي حال من الأحوال ..

ما الدواعي التي تدفع بهؤلاء للتلطي حينا ، والتستر أحيانا ، والاختباء وراء إصبعهم في كثير من الأحيان الأخرى ؟؟ ..

لماذا يريد هؤلاء أن يشعرونا وكأننا نسير في حقل ألغام ، أو كأن المطلوب مزيد من التخفي والتمويه والخداع والمخادعة والكذب والتكاذب والمكاذبة والتكذيب ؟؟

لقد وُجدت هذه المواقع في أصل وجودها ، للتواصل بين أناس فرّقتهم مناحي الحياة ، وباعدت الأيام بينهم بحسب ظروف وطبيعة العمل أو الدراسة أو الزواج أو الاغتراب أو الهجرة ... الخ ... ، وحان الوقت ليلتقي هؤلاء ولو من بعيد ، يطمئنون على بعضهم ، ويسترجعون أيامهم ، ويتذاكرون في أوضاعهم الحالية ويتعرفون على نشاطاتهم واهتماماتهم وأفكارهم ورؤاهم ، ويتبادلون الصور التي تعطي الآخرين فكرة عن واقعهم العُمْري والعملي ، دون التدخل في العمق الاجتماعي الذي تستوجبه وتفرضه وتستدعيه العلاقات العائلية ..

هي مواقع رائعة تعيد تجميع الناس في صفحات من الود والمحبة والتآلف ، وتعيد صياغة الأشخاص عبر نقل أفكارهم وأحاسيسهم الصادقة تجاه من كانوا في يوم من الأيام زملاء دراسة أو عمل أو جيران أو أقارب ......

وربما يستخدم بعض الناس هذه المواقع استخداما سيئا .. لا أريد الدخول في هذا الجانب ..

وإلى من يريدون استخدامها استخداما حسنا أو جيدا ، أو استخدامها ضمن الغاية الأساسية التي وجدت من أجلها وهي "" التواصل الاجتماعي "" ، أقول  : إنني أدعوهم إلى أن يكونوا صادقين واضحين شفافين ، مع أنفسهم ومع أصدقائهم الذين يتبادلون معهم المعلومات والأفكار والنشاطات المختلفة ..

وبالتالي : حين أرسل أنا مثلا ، طلب صداقة لأحدٍ ما ، فيجب أن أعرف الجوانب والمعلومات التي تشكل أرضية واقعية معه ، لنجتمع فوقها ولنكون أصدقاء يجمع بيننا حدٌّ أدنى من القواسم المشتركة التي تساهم في تقريب أفكارنا وتجميعها وتوجيهها أحيانا ..

فكيف لي أن أعرف ذلك إذا لم تكن المعلومات التي نشرها صاحبها صحيحة ودقيقة ومشفوعة بصورة شخصية حقيقية تعرّفني به أو بها كي نكون أصدقاء ؟؟

وحين يطلب أحدٌ ما صداقتي مثلا ، فيجب أن أعرف اسمه الحقيقي وصورته الحقيقية وعمره " أو عمرها التقريبي مثلا " وتحصيله العلمي واهتماماته ونشاطاته وشيئا عن مواقفه وأفكاره ..

وإلا : على أي أرضية سنكون أصدقاء ؟؟!!

هل مفهوم الصداقة سطحي إلى هذه الدرجة التي نقبل فيها " صداقة الآخرين " على أرضية مليئة بالمخادعة والمواربة وتفتقد لكثير من الصدق والمصداقية بدءا من الاسم والعمر والدراسة والحالة الاجتماعية ، وانتهاء بالصورة الشخصية والعنوان والاهتمامات والمقولات ....الخ .. ؟؟؟؟؟؟

 

 

الخميس ـ 13/04/2011




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !