التقويم الهجرى
التقويم الهجرى
عمربن الخطاب رضى الله عنه اختار -بموافقة الصحابة رضى الله عنهم -أن تكون الهجرة بداية للتقويم الإسلامى .
ومن الناس من يجعل التقويم بالميلاد مثل التقويم بميلاد المسيح عليه السلام .
ومنهم من يجعل التقويم بالأحداث الكبرى مثل تقويم أهل مكة -قبل الإسلام -بدحر أبرهة عندما جاء يهدم الكعبة .
ومنهم -أخيرا -من يؤرخ بالوفاة مثل (فتى ليبيا )الإمبراطور .
وهنا يبرز تساؤل :
لماذا لم يجعل المسلمون مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بدءا
للتاريخ الإسلامى ؟
والجواب :لأن اليوم الذى ولد فيه صلى الله عليه وسلم ولد فيه آخرون فهو ليس من خصوصياته صلى الله عليه وسلم .
ولماذا لم يتخذوا من وفاته صلى الله عليه وسلم بداية للتاريخ ؟
والجواب نفس الجواب فكل البشر يولدون ثم يموتون .
ولكن من النبى الذى هاجر من مكة إلى المدينة ؟
إنه محمد صلى الله عليه وسلم فقط .
ولأن هذا خاص به صلى الله عليه وسلم ,ولأنه كان الفاصل بين
الإسلام كدين والإسلام كدولة ,كان اختيار الصحابة للهجرة بداية
للتأريخ .
وعلى هذا كان إجماع الأمة طيلة العصور.
فما معنى الخروج على هذا الإجماع وابتداع تقويم الوفاة القذافى؟ا
علماء الأصول المسلمون يقررون أن الرأى المعتبرشرعا هورأى
العلماء المجتهدين وليس رأى العوام ,وهذا الرأى -وحده -يجوز
أن ينقض الإجماع .
وما أحسب القذافى -هداه الله-من المجتهدين ولا من العلماء .
أى أن رأيه لا يهدم إجماع الأمة وهو عبث سيزول بزوال صاحبه
أو عودته إلى طريق الرشاد .وأظن الوقت قد فات .
وما أحوج الأمة إلى تقديم الجديد المفيد بدلا من محاولة هدم القصر المشيد
ولن يفلح من ناصب الفاروق عمرالعداء.
(هذا المقال كتب فى 18 ديسمبر 2009 وهو منقول عن مدونة -أبو المجد)
التعليقات (0)