قال تعالى:(ربناانى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)ابراهيم37.
دعاء ضارع لله من أبى الأنبياء ابراهيم أنه أسكن ابنه وزوجه بواد (غير ذى زرع) لم يقل بواد جاف لأن ذلك قد يكون مؤقتا وانما هو غير صالح للزراعة أصلا والهدف من اقامتهم هنا اقامة الصلاة أى القربى اليك باعمار هذه الأرض بذكرك فاكلأهم برعايتك يارب الأرض والناس واجعل (أفئدة)والفؤاد يطلق على العقل والقلب(تهوى) ولم يقل تذهب أو تأتى وانما تهوى والذى يهوى انمايندفع من حالق فينزل سريعا ولا يملك من أمره شيئا وهو لا يملك ألا يندفع. وهذا حال
المشتاق الى البيت الحرام فشوقه دائم وقلبه هائم.
وقال تعالى:(مهطعين مقتعى رءوسهم لايرتد اليهم طرفهم وأفئدتهم هواء)ابراهيم43.
هذا حديث عن حال الظالمين يوم القيلمة وقد دعاهم الداع الى شئ نكر فلا يملكون الا الاجابة (مهطعين)أى مسرعين أذلاء-وهذا عطاء :ه.ط.ع-وهم رافعوا رءوسهم فى تشنج (مقنعى رءوسهم) وهم فى حالة ذهول أبصارهم مشدودة الى
لا شئ(لا يرتد اليهم طرفهم) ومن شدة ذهولهم تحجرت عقولهم فهم فى مرحلة انعدام وزن (وأفئدتهم هواء) لا فكر بل
خواء هباء حالة لايمكن تصورها فليس بمستطاع أى انسان ألا يفكر أى كائن يكون حينئذ؟
وقال الله تعالى:(ان فرعون علا فى الأرض)القصص4وقال:(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض
ولا فسادا)القصص83 الحديث-هنا- عما يظنه المفسدون علوا انه ليس علوا على الأرض ككل علو طبيعى حقيقى وانما
هو علو فى الأرض وهذا هو السقوط بعينه ولكن المفسدين -لخبالة عقولهم-يظنونه علوا أى أنهم يسيرون فى عكس الاتجاه الصحيح وذلك لفقدانهم التمييز بين الحق والباطل فكانوا أول الضحايا لقصور فهمهم والبحث عن الرقى فى غير مظانه فهم يرقون الى أسفل ان جاز أن يسمى هذا رقيا وأحق ما يقال فى ذلك: أنه الصعود الى الهاو ية.
التعليقات (0)