نجحت إسرائيل في إخراج مصر من دول المواجهة العربية مع إسرائيل مقابل إنسحاب مقيد واّمن من سيناء فقسمت العرب واستفردت بالفلسطنيين . وقد وجدت إن أسهل وأحسن طريقة لتحقيق أهدافها هو الأستمرار في تقسيم العربفأنسحبت من غزة لتتيح لحماس تولي الأمور فيها , وأنسحبت من لبنان وتركت حزب الله أقوى قوة في لبنان وهدفها في الحالتينخلق قوى للنشاط الأسلامي يغدي الحركات الأسلامية في الدول العربية والأسلامية التي تتصارع مع الحركات الأسلاميية , مما بقوي الخلاف بين الدول المعتدلة التي ترى في الخطر الأسلامي خطرا على أمنها لا يقل عن خطر إسرائيل الطويل المدى والدول المتشددة والمتطرفة التي ترى في النشا ط الأسلامي دعما وسندا لها في الوقوف أمام الضغوط الغربية والدول العربية المعتدلة . وقد خاضت إسرائيل حربا مع حزب اللهفي لبنان وحماس في غزة لا خوفا من خطرهما على الأمن الأسرائيلي والقوة الأسرائلية الجبارة ولكن لتحذير الدول العربية المعتدلة بان خطرهما ليس على إسرائيل فقط بقدر ما هو خطر على مصر ولبنان والدول العربية المعتدلة وفعلا نجحت ، كما قسمت الصف الفلسطيني ألى فريقين متعاديين . وهكذا نجحت أسرائيل في المرحلة التالية لخطتها وخلا الجو لأسرائيل بأنهاء الصراع العربي الأسرائيليوتفرغ العرب إلى خلافهم مع بعضهم البعض وشل كفاح الفلسطينيين لتفرغهم لخلافهم . وقد إدى هذا الوضع إلى تشجيع إسرائيل بالأعلان صراحة بأنها ضد إنشاء دولة فلسطنية في مفاوضات السلام لأول مرة في تاريخها . وتحويل محادثات السلام إلى موضوع تحسين وضع الفلسطنيين الأقتصادي والتعاون الأمني ضد النشاط الاسلامي حماس. وقد وجدت أخيرا في السياسة الأيرانية المعادية لأمريكا وحلفاؤها في المنطقة العربية فرصةلتبني دعوة الدول العربية المتخوفة من أيران إلى التحالف أو التعاون معها لخلق جبهة قوية لها الأولية لمقاومة النفوذ الأيراني في المنطقةبالتعاون مع أمريكا .وفعلا نجحت إسرائيل في خطوتها الأخيرة وتبلور هذا في تصريحات ناتنياهو ووزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة التي تعكس التصريحات العربية المبالغ فيهاللخطر الأيراني على الامن العربي ومنطقة الخليج . كل هذا يجري مع الأسف الشديدفي السر والعلن ويتجاهل الساسة العرب والأعلام العربي هذاالتخطيط الأستراتيجي الأسرائيليفي رسم سياسة الشرق الأوسط لحقيق مصالحها في المنطقة .
التعليقات (0)