ان المتابع للخطاب الاعلامي للقنوات المعادية للشعوب المحبة للحرية والسلام, لن يجد صعوبة في تشخيص حالة انعدام الرادع الاخلاقي او المهني الذي تتحلى به هذه الدكاكين الاعلامية المشبوهة والتزامها الدائب -الاقرب الى الهوس- بالاسلوب الارتزاقي العريق الذي يتحرى ارضاء اولي الامر والنعمة اولا واخيرا بغض النظرعن تقاطع مثل هذا الفعل مع تقاليد المهنة او ما يجب ان يكون عليه الامر او الانتماء الانساني او الحس الطبيعي للاشياء ..
ان الاداء المقرف الذي قامت به بعض الفضائيات من خلال محاولة تقزيم المنجز الامني العراقي الهائل بتصفية المجرمين المصري والبغدادي رأسي الارهاب ورمزي الامعان في الاساءة لدماء ومقدرات العراقيين..وبذل المزيد من الجهد الخائب في التعمية على هذا النصر العراقي العظيم عن طريق التشكيك في القدرات الامنية العراقية وولائها الوطني..بل وحتى تجاهل الخبر وطرحه في كموضوع ثانوي فرعي وعن طريق نائب الرئيس الامريكي جون بايدن ..ومن ثم الاحتفالية الممرضة..والتي لم ينقصها الا اداء سجدتي الشكر على الهواء مباشرة.. بالجرائم الاخيرة التي استهدفت ابناء شعبنا العراقي في ارصفتهم واسواقهم ودور عبادتهم..لا يمكن اعتبارها الا محاولة فجة لاعلاء الخطاب التحريضي التأليبي المثبط المتقاطع مع آمال وتطلعات الشعب العراقي في بناء دولته القوية المعافاة المستندة على نظام مؤسسي راسخ يرتكز على قيم الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان وسيادة القانون والعدالة والمساواة والنظر باحترام الى حق الاختلاف والرأي الآخر..
ان مثل هذه الممارسات الاقرب للفعل الجرمي الجنائي منها للتغطية الاعلامية.. تثير الشكوك في اصطفافات مشبوهة لهذه القنوات الى جانب القوى الارهابية المعادية للامن والتحرر والانعتاق والمتعارضة مع حاضر ومستقبل العراقيين..
ان الجهات الرسمية العراقية والفعاليات الشعبية مطالبة اكثر من اي وقت مضى الى اتباع اساليب المواجهة الاعلامية والقضائية مع مثل هذه الجهات المتسترة بغطاء العمل الاعلامي والمتدثرة باساليب استغلال الديمقراطية وآلياتها لضرب العملية السياسية من خلال التحريض والتشهير والتشويش ولصق جرائم الارهاب بقوى الامن الوطنية.
فانه ليس من الحكمة باي شكل من الاشكال التغافل عن الدور البالغ السلبية الذي تمثله هذه المنابر الارهابية ولا تأثيرها الممعن في الاذى على الوضع الامني العراقي..ولم يمر ما يكفي من الوقت لنسيان قصة صابرين الجنابي التي فبركتها وتبنتها احدى الفضائيات المعادية للعراقيين والتي اتخذت كمبرر من قبل بعض الجماعات الارهابية التكفيرية لاغتيال ثمانية عشر شهيدا من قواتنا الامنية العزل من السلاح وخارج الواجب المهني..ولن يكون من المستغرب ان تؤدي مثل هذه التقولات الى تقديم الذرائع تلو الاخرى للقوى الظلامية في استهدافها للعراقيين الابرياء تحت ذريعة المقاومة والجهاد ضد الاحتلال والقوى الامنية.
ان دم العراقيين اغلى من كل الاعتبارات التي قد تجعل هذه القنوات تسدر في غيها وتعطشها الشبق لدم الابرياء..وخصوصا الممارسات المحررة بقصدية لا تدخلها ضمن حرية الرأي ولا التعددية الفكرية..والمسندة لجهات وهمية او مختلقة او هلامية لا يعرف لها اسما.. وان اي تساهل في الوقوف ضد هذه الجرائم يعد تحت كل الظروف نوع من الخيانة المقصودة لدماء الشهداء الطاهرة..وليس من التصرف الصائب اغراق هذه القنوات المشكوك فيها تمويلا وانتماءً وتوجهات بالاعلانات الرسمية السخية التي تدعو لنبذ العنف والارهاب..لكي تتم استخدام هذه الاموال في انتاج مواد تحريضية ضد العراقيين وعمليتهم السياسية التي كلفت الشعب الكثير الكثير من الدماء والارواح والمقدرات..
فلتكن البداية بالامتناع عن الدعم وتخفيف الظهور الرسمي او تخفيضه الى ادنى حد ممكن لعدم اعطاء الفرصة لاعلاميي السوط والقمع وابواق الديكتاتورية في ممارسة"جرأتهم"الزائفة على رموزنا السيادية وهم الذين لا يقوون على جدال شرطي مرور في شوارع عواصمهم المحفوظة ببركة السلطان..وتفعيل الجانب القضائي مع الاخبار الكاذبة وغير المستندة على مصدر صحيح..ولتكن هذه هي البداية فقط..وبعدها لكل حادث حديث..
وفي كل الاحوال..ان الكلام المستند على اساليب المخاتلة والخداع ولي عنق الحقائق واطلاق الكلام على عواهنه ونثر الاتهامات جزافا من الامور المستهجنة والباعثة على القرف تحت اخف المصطلحات واكثرها لطفا ومداهنة..وهذه الالاعيب عندما تصدر من مؤسسة اعلامية لها اسم وشعار وساعات بث متواصل وكادر مجهز بصورة جيدة فستكون اقرب الى العبث المؤذي منه الى العمل الاعلامي الملتزم..والاكثر اثارة للريبة والاستغراب والاستهجان..ان تكون هذه الامور تمارس في عصر ما بعد اختراع التقنية الحديثة التي يطلق عليها الريموت كونترول والتي تجعل كل بلاغة الاعلامي وتقطيبة حاجبيه يتبدد بضغطة خفيفة من زر مهمل..وتحويل كل الاهتمام الذي تحاول المذيعات المسرفات الاناقة اظهاره على وجوههن الى محض هراء..
التعليقات (0)