خرج فريق الساجدين , الفراعنة سابقا خرج من ألومبياد لندن مهزوما بثلاثة أهداف نظيفة من جانب فريق اليابان الذى كان الفريق الأفضل من كل الوجوه , ولم يسجل أبو تريكة هدفا ليمتع سكان الأرض بمنظره وهو يؤم الفريق المصرى فى السجود شكرا لله على الهدف وطلبا للمزيد , ولعل الجميع يعلمون أن هذا اللاعب كان قد تم اختياره من قبل الإسلاميين ليكون ضمن اللجنة التأسيسية لوضع دستور مصر , ولكنه انسحب بعد أن تصدى كثير من الإعلاميين لهذه الفضيحة . منذ فترة طويلة ومن أيام المخلوع وأنا لا أسعد بفوز الفرق المصرية فى أى من الألعاب الرياضية حتى أن ابنى أخذ على هذا الأمر معتبرا أنه يتنافى مع وطنيتى التى يرانى مبالغا فى التعبير عنها , ولكنى بينت له أن موقفى هذا ينبع من من قيم المواطنة , ومن الحماس لقضية الوطن . وبيان ذلك أن الفوز فى الألعاب لا يصح أن يكون صدفة وأن السجود والدعاء لا يحقق فوزا ولا سبقا لا فى اللعب ولا فى الجد , لافى الرياضة ولا فى حل معضلات الوطن , إذا غابت العوامل البشرية الداعمة لهذا الفوز , وأننا لا يصح أن نترك شبابنا نهبا لأوهام البطولة غير القائمة على أسبابها التى يسعى إليها العالم , وأن العقل المصرى يعيش أزمة تكاد تهلك الوطن وتودى بما بقى له من تراث حضارى , هذا العقل المأزوم والضمير المكلوم قد أدى إلى انحشار الجموع فى مساحات ضيقة من الوطن الفسيح , ولعب تجار الدين والأراضى فى اغتيال المساحات الفضاء فى المدن والقرى , وانعدمت الساحات والملاعب من المدارس والجامعات . ,والشوارع التى كان يمارس فيها الأطفال على أيامنا ألعابهم ومرحهم صارت مراتع للقمامة وملاقف للموت . , وساءت صحة الشباب الفاقد الأمل فى فرصة سكن إنسانى , أصبح المصرى يحتل المركز الأول فى تلوث هواء وطنه ومائه , وأصبح فى مقدمة شعوب العالم فى نسبة الإصابة بفيروس . س . كيف فى مثل هذه الحالة نراهن على السبق فى ألعاب تحتاج أولا إلى صحة الجسد وصحة النفس ؟ إنها رسالة إلى حكام هذا الوطن وإلى رئيس وزرائه الجديد وكل المسئولين , رسالة مفادها أن مصر فى حاجة إلى أسلوب يستلهم العلم , ويعلى من قيمة العقل , ويصون حرية الإبداع ويواجه المشاكل مواجهة شجاعة , ويزيل الصدأ من المعدن المصرى , ويعيده ناصعا لامعا كما كان قبل أن يتحكم قيه جحفل العسكر وأدعياء الدين
التعليقات (0)