الانتباه هو عنوان رواية البرتو مورافيا التي اثارت ضجة لدى الاوساط الادبية كبيرة اثناء صدورها والتي اقبل عليها القراء بشغف كبير عند صدورها اول مرة .
الشخصية الاساسية في الرواية هو فرانشيسكو الذي يسرد احداث الوراية بشكل يوميات يقوم بكتباتها بهدف استخلاص مادة دسمة لكتابة روايته الاولى وهي حلم يسعى الى تحقيقه منذ زمن بعيد .
فرانشيسكو صحفي يعمل لدى احدى الصحف السيارية الايطالية يكلف بمهمة السفر الى عدد من البلدان لكتابة المقالات عنها وتلاقي استحسانا لدى القراء .
يقوم فرانشيسكو ومن خلال كتابته لليوميات بتصوير حياته الاسرية المفككة مع زوجته كورا وابنة زوجته الغير شرعية بابا .
ويواجه البطل سؤالاً محيراً اثناء شروعه بكتابة اليوميات ، ترى هل يسرد الاحداث والتفاصيل المتعلقة به وبأسرته حقيقية كما هي ام يضيف عليها بعض التحريف والاحداث البعيدة عن الواقع ؟ خصوصا وان هناك وقائع حساسة متعلقة بزوجته كورا منها ان زوجته كانت تدير بيتا للدعارة وانها حاولت اكثر مراراً بيع ابتنها الغير شرعية كسلعة جنسية بخسة الى زبائنها وهي في عمر الرابعة عشر وانها حاولت بيعها الى زوجها فرانشيسكو وهذا ما سيكتشفه البطل بعد اسئلة مطولة يطرحها على ابنة زوجته لاحقا.
ويأتي اكتشاف البطل لحقيقة زوجته المؤلمة متاخراً بعد ان هجرها دون ان ينفصل عنها لمدة 10 اعوام ليبدأ رحلاته الصحفية الى بلدان العالم .
عندها يقرر البطل ان يكون منتبهاً بعد ان كان يعيش في فلك اللاانتباه ويضع عنواناً لافتاً ليومياته هو نفس العنوان الذي وضعة مورافيا وهو ال (الانتباه ) .
الانتباه رواية كبيرة تضاف الى قائمة اعمال مورافيا كالاحتقار والسام والمراهقات وحكايات من روما وزمن اللامابلاة و انا وهو و الفردوس وامراة من روما ، هي رواية ترصد مشكلة اسرية قد تواجه المرء في مرحلة من مراحل حياته وتتطلب منه الانتباه .
فالانتباه مطلوب وضروري خصوصا في عصرنا الذي نعيش فيه عصر اللاانتباه حيث ننام ونصحو ونعمل كما يشاء الغير لا كما نشاء نحن وكأننا الالات مطواعة بيد الساسة وصناع القرار الذين باتوا يتحكمون بمصائرنا كشعوب وافراد .
ان رواية الانتباه هي علامة بارزة في ادب مورافيا وسيجد من يقرأها بعض الصعوبة لتشابك الاحداث وتطور المواقف مما يضفي عليها مسحة من التعقيد لكن سرعان ما يجد القارىء الاجوبة الشافية لعدد من التساولات التي ستطرح نفيها في فصول الرواية الت ستنتهي بموت كورا زوجة فرانشيسكو بطل الرواية واكتشافة في لحظة ما ، ان اليوميات التي كتبها والتي اراد ان يستخلص منها مادته الروائية الخام ليبدأ بكتابة رواية جديدة ، اصبحت رواية كاملة بحد ذاتها .
راميار فارس الهركي
كاتب وصحافي من العراق
التعليقات (0)