انتشار القنوات التلفزيونية الخليعة والعنصرية والدعائية والدينية في المنطقة العربية وتمويلها من جهات معينة معروفة تعكس ما يجري في عالمنا العربي من أحدات وتطورات ومؤامرات .فوسائل الأعلام الرسمية للأنظمة العربية لم تعد تنطق بأسم الشعوب العربية وتعبر عم أرائهم وتناقش مشاكلهم بل تمجد الحكام وأنجازاتهم ومعظمها مبالغ فيها وتطبل وتزمر حسب أوامر وتعليمات الحكام وزمرتهم المختارة من العاملين في الأعلام .وكان من نتيجة ذلك أن أتجه الناس الى وسائل الأعلام الاجنبية من صحافة وأذاعات مسموعة ومرئية ومكتوبة والشبكات الألكترونية هربا من الأعلام الرسمي فالشعوب العربية على مختلف فئاتها و طبقاتها وأعمارها حرمت عليها الأنظمة الكلام في السياسة والتظاهر وإنشاء الأحزاب والمنظمات غير الحكومية التي تكمل العمل الحكومي وترشده وتعارضه إذا أنحرف بأقامة الندوات الحرة المفتوحة وأبداء الراي دون خوف او متابعة . كما حرم التعرض للدين ومناقشة شئونه والخوض في المشاكل الأجتماعية خوفا من أرهاب الجماعات الأسلامية المتطرفة المتربصة لكل من يجاهر برأيه أو بمخالفة دعواتها. ولم يجد الشباب العربي أمام قوى الحكم المتشدد والمتسلط والتطرف الديني البغيض ألا الألتجاء أما ألى الدين والتعصب الذي قد يدفع للأرهاب وهي فئة أخذت تنتشر بشكل خطير. أوالى تقليد حياة الشباب الغربي الخليع في لهوه وتصرفاته الحياتية التي أبتعدت عن الأخلاق والقيم التي نعرفها في الماضي . وقد وجد الغرب الأستعماري في هذا الجو العربي أرضا خصبة للتدخل في العالم العربي والأسلامي أما بحجة محاربة الأرهاب وحفظ الأمن أوبغسل عقول الشباب العربي والمسلم بما تديعه وتنشره وسائل أعلامه من الأغاني الخليعة والعري الجنسي والأستهلاك السطحي و كذلك نشر قنوات التنصير وتشجيع أنتقاد وأستهجان القيم والعادات الأسلامية والوطنية والقومية في الأعلام الغربي الموجه للعرب والمسلمين لخلق أجيال عربية تكفر بالأسلام والعروبة . والهدف واحد دائما وهو أستمرار سيطرة الغرب على العرب والمسلمين وأستغلال ثرواتهم وألقضاء على دورهم في المستقبل وتوسيع وسيطرة أسرائيل على الأرض الفلسطنية والأمكانيات العربية. وقد ظهرت نتائج هذه السياسات لغربية فعلا اليوم على تصرف معظم الشباب المسلم الذي أصبح مدمنا بالأغاني وأساليب الحياة الغربية , ويضحك على جيلنا المتقدم في السن وخاصة من يعيش منه خارج الوطن الذي لا زال يتابع أخبار الوطن وأحداث العالم العربي والأسلامي في الصحافة العربية و يشاهد محطات التلفزبون العربية ويتمسك بالقيم الأسلامية السمحاء التي جبل عليها في موطنه الاصلي , وخاصة ذلك الجيل الذي عايش عهود الأستعمار وما بعدها وعرف معنى الكفاح والفقر وظلم الأستعمار. فقد كان الشباب العربي بقيادة ومشاركة الطلاب في الخمسينات والستينات في طليعة حركات قوى التحرر والكفاح , وتجلى هذا في مظاهراتهم الصاخبة وأحتجاجاتهم المدوية كلما أنحرفت الحكومات عن الخط العربي الأسلامي , او إتخاذ قرارات لا تعبر عن أراء وحاجات الشعب الحقيقية , أو تعرض شعب عربي أو إسلامي لأعتداء أجنبي أو خطب أليم . وكانت الحكومات العربية في تلك الأونة ترتعد خوفا من صوت الطلاب ونشاطهم وتستمع الى رأيهم وتأخذ في الحسبان مطالبهم ومقترحاتهم في رسم وتنفيذ سياساتها . وكانت الأحزاب السياسية الحرة التي كانت قائمة تعتمد على الطلاب في نشاطها السياسي . وكم من حكومة سقطت بفضل مظاهرات وأحتجاجات الطلاب . هذا الشئ الذي أختفى اليوم من عالمنا العربي بعد أن قضت أنظمة الحكم الدكتاتورية على دورالشباب والطلاب وحرمانهم بقوة السلاح والبطش من المشاركة في السياسة وشئون الحكم أو حتى أتاحة المجال لهم للتعبيرعن أرائهم ومطالبهم بالطرق السلمية كما كان حال في الماضي. وغياب الحريات والديمقراية في عالمنا العربي والأسلامي كانت له أسوأ النتائج وما نشاهده اليوم من تطرف ديني وأرهاب وقلاقل وعدم الأستقرار وفساد في الحكم والمعاملات وتدهور في الاخلاق والسلوك ما هو إلا نتيجة حتمية لحرمان الشعوب من الحريات والحقوق السياسية والأقتصادية .
التعليقات (0)