الاستقامة شرط الانتصار في كل المعارك الحضارية .. !!؟
شاءت حكمة الله أن يجعل للكون و الحياة نواميس مضبوطة و قوانين عادلة تسير وفقها الحياة البشرية في كل صغيرة و كبيرة ...!!
و تتصارع اليوم على الأرض التونسية قوى فكرية و تيارات سياسية عديدة و متنوعة إلى حد التنافر و التطاحن ..كل يدعي وصلا بالعقلانية و رغبته الشديدة في الانتصار لقيم الثورة التونسية التي أزاحت عن شعبنا التونسي عقود من الاستبداد و القهر و التفقير الممنهج للبلاد و العباد ..!!
و على رأس هذه القوى يبدو الصراع على أشده بين ما يسمون بالإسلاميين من جهة و بين القوى العلمانية الحداثية من جهة ثانية ...!!!
لكن للأسف الشديد لا توجد لكليهما أي فهم للنواميس الكونية و القوانين الإلهية المتحكم الفعلي في مصير الكون و مستقبل الشعوب ، و لم يتعظ أي منهما بتجارب التاريخ البشري ...!!
و لعل من أولى التجارب التاريخية التي مرت على البشرية هي تجربة الصراع التي اندلعت بين كل من فرعون و جنده و بين موسى و قومه ..؟
فما هي أبرز معالم الوصية التي قد طبقها موسى في مواجهة فرعون و جنده حتى يحقق الانتصار ؟
الوصية الإلهية التي انتصر على أساسها موسى و قومه على فرعون و جنده بسيطة يمكن لأي مجموعة بشرية أن تطبقها إذا ما تعلقت همتها بذلك و صدق منها العزم في الانتصار لقضايا شعبها و السعي الدءوب نحو رقيه و رفاهيته و عزته وانتصاره على كل أعدائه .. و قد تمثلت الوصية في الاستقامة طبقا للوحي الإلهي و عدم اتباع الجهلة و الدجالين و المشعوذين من رجال الدين ..قال تعالى في سورة يونس : وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ 88
قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا "فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ" 89 لأن الله قد قضى أن أرضه "يرثها الصالحون من عباده " قال تعالى مؤكدا هذا القانون الذي يسير بمقتضاه الكون و الإنسان و الحياة :"وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ" الأنبياء 105-106 و الصلاح من عدمه مرجعها الوحيد كتاب الله و سيرة رسله المفصلة في الذكر المعجز ..
لذلك فلن ينتصر أحد من القوى المتصارعة اليوم على أرض تونسنا الحبيبة إلا إذا اختارت إحدى هذه القوى المتصارعة الانحياز اليوم إلى العلم و المعرفة و العقل المبني على بصائر الله و آياته البينات التي لا تحتاج وصاية أحد من العالمين.. قال تعالى في سورة غافر : إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ( 51 ) صدق الله العظيم /
لو تأملت جيدا سيد أمين زخامة لوجدت أن كل مظاهر التخلف و الجهل و التبعية الحضارية ..مردها الأساس "سنة نبوية محمدية " ابتدعها المشعوذون و تجار الدين بقصد إيهام الناس أن لله وكلاء عنه ناطقين باسمه يدخلون من شاءوا الجنة و يقذفون بمن شاءوا إلى النار ..حتى صار أقذر خلق الله أربابا يعبدون من دون الله و هم قادة ما سمون بالحركات الإسلامية قديما و حديثا ... رغم أن النبي المرسل لم يدع يوما أنه وكيلا لله أو ناطقا باسمه و إنما كان مبلغا الوحي المعجز للناس كافة و مستمسكا بتعاليم الله لا يحيد عنها قال تعالى على لسان رسوله الكريم في سورة الأحقاف الآية 9 :
قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذير مبين /
التعليقات (0)