لدي خبر سيئ للإخوان و هو أن الليبراليين باقون في مصر و يزدادون قوة و عددا يوما بعد يوم و ما هو أسوأ أن عزيمتهم تبدو قوية و هم مستعدون للنضال و التضحية من أجل مصر دولة مدنية و ديمقراطية تضمن حقوق المواطنة الكاملة لجميع أبنائها.
و للليبراليين أيضا نصيبهم من الأخبار السيئة و منها أن خصومهم اللدودين – الإخوان و أشبهاهم – لن يختفوا من مصر في المستقبل المنظور. فجذورهم ثابتة في أرض مصر فكرا يقترب من عقول البسطاء و قلوب المؤمنين و فروعا متشعبة تمتد في كل نواحي الحياة في مصر السياسية والاقتصادية و الاجتماعية.
و على حسب علمي فإن الإخوان و كذلك الليبراليين يعتبرون مصر وطنا نهائيا لكل منهم و ليس لديهم النية للهجرة الجماعية منها و حتى لو توفرت تلك النية فلن يقبلهم وطن اخر سواءا أعفوا لحاهم أو حلقوها !!
و على الرغم من ذلك فعندما تقرأ لإخواني أو تسمع له او تتناقش معه يصور لك أن الليبراليين ما هم إلا كائنات فضائية غريبة كانت في طريقها الى كوكب المريخ لكنها نزلت بالخطأ على أرض مصر و بالتالي فوجودهم مؤقت و أن عليهم إما ان يرحلوا عن أفكارهم أو أن يرحلوا بأفكارهم عن مصر و إلا فسيتم ترحيلهم قصرا عن كوكبنا في أقرب فرصة أو أقرب إنتخابات.
و ليس أصدقاؤنا الليبرالييون بأفضل حالا من نظرائهم الإخوان عندما يتعلق الأمر بإقصاء الخصم و إلغاء وجوده و إخراجه من الحالة الإنسانية التي فيها الانسان يصيب و يخطئ الى حالة شيطان رجيم تلزمنا الإستعاذة منه آناء الليل و أطراف النهار.
فقد تحولت الليبرالية على أيدي البعض منهم إلى أيديولوجية مصمتة بكل خصائص الأيديولوجية التي تنقطع صلتها بالواقع و حقائقه على الأرض. و أبلغ شاهد على انقطاع صلة هؤلاء بالواقع هو دعوة هذا البعض صراحة إلى إقصاء الإسلاميين.
و بصرف النظر عن مدى ليبرالية هذا (الإقصاء) فالعجيب أن يتصور هؤلاء الليبرالييون الإقصائيون أن لديهم او لدي أي أحد القدرة على إقصاء تيار الإسلام السياسي عن الساحة السياسية في مصر.
تحول مصر الديمقراطي و تقدمها متوقف على إمكانية الحوار والتفاهم بين الفصيليين الرئيسيين في الساحة السياسية و هما الإخوان و الليبرالييون مع عدم إهمال باقي الفصائل بالطبع. من هنا نفهم التحركات التي يقوم بها الدكتور البرادعي و محاولاته في الوصول إلى تفاهم بين تلك القوى السياسية يضمن لمصر تحولا سريعا نحو الديمقراطية و الاستقرار معا و يحقق أهداف الثورة التي تشارك فيها الشرفاء من المصريين من كل الفصائل والاتجاهات بلا استثناء.
عاشت مصر
التعليقات (0)