يرى فريق من الليبراليين المصريين أن الإصلاح ممكن من داخل النظام , بل هو الممكن الوحيد بنظرهم. و يراهن أعضاء هذا الفريق على دفع النظام للقيام بخطوات إصلاحية تدريجية من خلال التحالف مع النظام السياسي سواء تنظيميا بالعمل ضمن ماكينة النظام (حزبا و حكومة أو اعلاما) أو ضمنيا بالإنحياز الى صف النظام في معاركه ضد معارضيه خاصة تيار الإسلام السياسي.
و رغم أن أفراداً من هذا الفريق يشغلون مناصب شبه قيادية داخل الحزب الوطني الديمقراطي, إلا أنه من اللافت للنظر ان هناك سقفا لا يستطيع هؤلاء ان يخترقوه للوصول الى المناصب القيادية الرئيسية داخل الحزب التي تظل وقفاً على مجموعة تقتصر علاقتها بالليبرالية على جانبها الأقتصادي المتمثل بحرية السوق بعد ان شوًهوها باحتكاراتهم التي تمنع وجود منافسة حقيقية و شفافية و التي هي من المتطلبات الأساسية لليبرالية كما تعرفها دول العالم الحر.
و عندما نرى أن نفوذ هؤلاء الليبراليين محدود داخل ماكينة النظام – رغم ما لهم من مكانة و ثقل في مجالاتهم الاكاديمية والمهنية والاعلامية – فإننا نعتقد أن النظام يستخدمهم لتجميل صورته و لمحاولة إكتساب مصداقية يفتقدها هذا النظام بامتياز. و هو يعطيهم فرصة للتواجد و الظهور بالإضافة الى بعض المناصب الهامة ولكن غير المؤثرة بشرط التزامهم حدودا معينة لان تعديهم تلك الحدود سوف يهدد مكانة المستفيدين الرئيسيين من الوضع القائم و يفرض استحقاقات على النظام لا يستطيع و لا يرغب ان يلبًيها.
و على الرغم من عقم تجربة هؤلاء الإصلاحيين الليبراليين العاملين من داخل النظام أو بجانبه و فشلهم في دفع النظام لاتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية إلا أنهم ما يزالون مصرين على موقفهم و(التمسك بمواقعهم) و إن كنا لا نغفل عن وجود بعض الاستثناءات النادرة مثل د الغزالي حرب (رئيس حزب الجبهة الديقراطية) الذي انتقل من موقعه داخل الحزب الوطني الى موقع المعارض للنظام غير القابل حتى لعقد الصفقات الإنتخابية معه.
يبقى السؤال: لماذا يظل هؤلاء الليبراليون في اصطفافهم مع النظام رغم فشلهم الواضح في إقناعه بأهمية الاصلاح و كارثية نتائج التأخر في تحقيقه؟!.
التعليقات (0)