الأيدى المرتعشة
كان لى صديق طبيب جراح ، كان ماهرا فى عمله ، الذى يعد امتدادا لتفوقه الدراسى .بين ابناء جيله فى مراحل التعليم المختلفة .
بعيد اجراءه احدى الجراحات – استئصال ورم – لاحدى السيدات ، ماتت المريضة وهى فى غرفة الافاقة .
اهتزت ثقته بنفسه ، القى باللائمة على طبيب التخدير ، الذى حول الدفة بدوره على طاقم التمريض وطبيب وحدة الافاقة .
الذى نسب الوفاة بدوره الى المريضة نفسها لأنها لم تخبرهم بالسجل التاريخى المرضى لها .
اهل المتوفاة فوضوا امرعم لله . الا من سيدة غير متعلمة ، انقطعت للدعاء بعد كل صلاة على المستشفى والأطباء والممرضات ( تحسبن عليهم ) .
ومن متحذلق – نصف متعلم – هداه شيطانه الى كتابة شكوى لنقابة الأطباء ، ومع تطور آلية ماكينات التصوير الضوئى ورخص سعر تصوير الورقة ، قام بتصوير عدة نسخ من الشكوى وشرع فى ارسالها الى كل الجهات ، من وزير الصحة ، الى مدير مديرية الصحة ، الى وكيل النائب العام ، الى محافظ الأقليم .
ولو كان يعلم عنوان وفاكس الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبيت الأبيض لما تردد فى مخاطبتهم .
وكان يسعى للحصول على البريد الإلكترونى للسيد جورج بوش الأبن – لم يكن اوباما قد وصل بعد -
وهو تصرف يعكس عدم ثقته فى الحصول على الحق فى بلده ، ولاعتقاده ان بوش هو حامى حمى الحق الدولى والمتكفل برعاية حقوق المظلومين فى اى مكان على وجه البسيطة .
لن اشغلكم بتحقيقات نقابة الأطباء ، ولا التداول فى المحاكم ، ولا التحقيقات الادارية داخل المستشفى وبالطبع داخل مديرية الصحة .
وماناله من عقاب ، وما طاله من وجع نفسى ، والم وردع ادبى ومعنوى .
فقط ، كلما دخل غرفة العمليات من جديد ، ارتعشت يداه ، ولم يقدر على استكمال العملية ، وترك العملية للمساعدين ، والذين تحت التمرين ، وبالطبع ليسوا فى براعته ولا مهارته ولا يرقون الى خبراته .
طبيب التخدير ، وطبيب الافاقة ، وطاقم التمريض ، ومدير المستشفى ، حتى عاملة النظافة ، اصابتهم جميعا الرعشة .
هذا بالضبط هو حال مصر الآن ،
كل اصحاب القرار ، كل ذوى السلطة ، كل المسئولين ، كل التنفيذيين ، كل العاملين على اختلاف مسئولياتهم .
لم يعد احد قادر على العمل او اتخاذ قرار ،
واصبح التردد هو الغالب على الجميع ، وارتعاش اليد عند التوقيع ، وتلعثم اللسان عند اصدار القرار
اليوم فى مباراة غزل المحلة والأهلى ،
الحكم مرتعش ، وحامل الراية مرتعش ، والمدافع الذى اودع الكرة فى مرماه بالخطأ مرتعش ، وحارس المرمى مرتعش .
حتى فريق الأهلى ، والذى يصب الهدف المحرز فى مصلحته ، لم يفرح كما ينبغى او كما اعتاد ، كان فى فرحته مرتعش .
والاعلاميون والرعاة واصحاب الصالونات التحليلية ، الجميع مرتعش .
وجنود الأمن المركزى ، وقوات الجيش الموكل اليهما تأمين المباراة ، ومراقب المباراة ، ومدير الأمن
صار الارتعاش يكسو الوجوه ،
واصبح الارتعاش سلوك الجميع ،
واضحى سمة مميزة للمصريين ،
الارتعاش امسى وباءا يجتاح الوطن .
eg_eisa@tahoo.com
التعليقات (0)