مواضيع اليوم

الأمة العربية هي عصبيات فارغة

عبدالسلام كرزيكة

2010-02-02 13:24:33

0

 

الأمة العربية أمة متخلفة وبكل ماتحمله كلمة التخلف من معنى ، والحق أن إسترسالات الكتاب والمفكرين في مدى تخلفها لم ولن يغير من واقعها شيئا ، كما لن يُساهم في تحريك عجلة التنمية العالقة بأطراف الكراسي الرئاسية والأعراش الملكية ، لأن القوة الدافعة ، والقوة المطوِّرة والمنجزة آثرت الركون إلى الزوايا ، وتخلت عن قدراتها المبدعة والخلاقة ، لجهات تكتفي بنثر فتات مخلفاتها ، في حالات رضاها عن دياثة تلك الشعوب ، ونفاقها ، وبِذَرِّ الغبار في عيون المنفلتين والمكابرين على بصاق خيراتها وجبروتها..

الأمة العربية أمة ممزقة ولارفع الله عنها تمزقها مادامت راضية بقيم عتيقة وجوفاء تهوي بها إلى الحضيض بدل أن تسموا بها .. وما دامت شعوبها تقدس الأشخاص الذين يعيثون في مصائرها فسادا ، ويُفصلونها لها بإراداتهم ، وينفذون فيها مشيآتهم باسم المشيئة الإلهية !..

الأزمة العربية ليست أزمة عقول ولاأزمة موارد ولاإمكانيات ، بقدر ماهي أزمة إرادات فردية وجماهيرية لرفع الوَصايا المتعددة المفروضة عليهم وفي مقدمتها وصايا الرؤساء والملوك ، الذين ينفثون في نيران الفتنة التي يحرقون بها شعوبهم ولايحترقون بها لأنهم الخالدون في الحكم بأبنائهم وحتى بأحفادهم ..

الأزمة العربية هي أزمة (قيم رجعية) يستخدمها أولياء الأمور بدعم كامل من خلفاء الله في دينه من العلماء والمشائخ ، والتي لاتتزامن مع العصر الحديث بل وتعود بالعرب إلى جاهليتهم الأولى قبل رسالة الله الجامعة لكل الملل والنحل على كلمة التوحيد ومبدأ الوحدة ..

مرض العرب هو (العصبية) التي إستشرت فيهم بعدما كانت لهم فرصا كثيرة لاحتوائها والتعافي منها ، وخطرها أعظم من الخطر الإسرائيلي أو أي خطر طائفي أو قبلي ..

مرض العرب هو مُسايرٌ لتاريخهم منذ جاهليتهم وبدفاعاتهم المستميتة عنه أضحى طبعا يصعب عليهم التحرر منه بعدما إستغله الدهاة منهم ليعتلوا الرؤوس ويخضعوا الرقاب ..

العصبية هي نتاج عقلية عربية رجعية تؤثر التمسك بها ، رغم أنها عصبية موجهة بحسب رغبة الأنظمة العربية ، والبقاء معها وبها في الحضيض ، على أن تتحرر منها وتحلق بأجنحتها في عصر لايؤمن بالعصبيات الوهمية والفارغة.

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديــن : 02 - 2010

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات