بقلم أحمد السيد
بعد رجوع النبي من حجة الوداع وبعدما وصل الناس الى مفترق طرق نادى النبي – صلى الله عليه واله وسلم - على الحجيج ان أرجعوا واجتمعوا في غدير خم, اذ اوحى الله – سبحانه وتعالى – اليه
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (1) فخطب بالحجيج خطبة الوداع فمازال يدعو الى علي – عليه السلام الى ان قال : ( ألست ولي المؤمنين " ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ..) (2)وبعد اتمام الخطبة دعى المسلمين للبيعة فبايع الناس علي – عليه السلام – كونه وليهم واميرهم وهنا اتفق جميع المسلمين على ان اية التبليغ هي بخصوص تنصيب علي بن ابي طالب وصيا من بعده فيذكر أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري ، المتوفى سنة : 468 هجرية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " نزلت هذه الآية :{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } يوم غدير خم ، في علي بن أبي طالب رضي الله عنه " ، (3) . فلم يكن الأختيار على اساس النسب والقرابة بل كان الاختيار بمنتهى الدقة والشفافية والعدالة ولو كان شخصا أخر فيه صفات علي بن ابي طالب – عليه السلام – لما تعداه الرسول – صلوات الله عليه – فالاختيار والتقييم الالهي كان على أساس التقوى وليس القربى وكما يذكر الاستاذ المحقق الصرخي في مقتبس يقول فيه : (التقييم على التقوى، على الإيمان، على العمل الصالح، على الهداية، على التقوى، على الاهتداء، على التقوى، هذا هو التقييم، ليس التقييم على حساب ابن فلان وبنت فلان وخال فلان وأم فلان وعشيرة فلان وقبيلة فلان وقوم فلان وأصحاب فلان وأخصاء فلان، ليس هذا المقياس، المقياس هو الدين، المقياس هو التقوى، نحن نقول بهذا، نحن نتمسك بهذا، هذا هو نهج القرآن، الآن لماذا خصّ أهل البيت سلام الله عليهم؟ لأنّ فيهم التقوى، هذه قضية خارجية إشارة إلى أن الذي فيه التقوى هو هذا، إشارة إلى إن الذي سيكون منه المتقي الإمام إمام المستضعفين هو هذا البيت، هو هذا الخط، هي هذه العشيرة، هم هؤلاء القوم، إذن ليست القضية عنصرية وتعصب وطائفية .)(4) ولأن القضية مهمة وغير مرتبطة بالامام علي – عليه السلام – فقط بل ستكون ولايته امتداد لأولياء اخرين على نهجه سائرين – عليهم الصلاة والسلام – خاتمهم سيملأ الارض قسطا وعدلا – عجل الله تعالى فرجه الشريف –
---------
المصادر:
1- سورة المائدة ، الآية :67
2- تاريخ ابن عساكر : ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) : 2 / 78 ، طبعة : دار الفكر / بيروت
3- أسباب النزول : 115 ، طبعة : المكتبة الثقافية / بيروت
4- المحاضرة السابعة من بحث ( الدولة المارقة ... في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )رابط المحاضرة:
https://www.youtube.com/watch?v=tnWNnvOrgMg
التعليقات (0)