قال تعالى في كتابه العزيز: (وإنك لعلى خلق عظيم). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم».
من البديهي أن المشاكل والعلاقات المضطربة والمتوترة بين بني البشر تزداد وتكثر عندما تفقد البشرية القيم والأخلاق والإنسانية ويغلب عليها سوء الخلق وفقدان القيم الإنسانية التي نشؤوا عليها والتي هي الأساس في العلاقة والمحبة بين بني البشر.
لذلك كلما كثرت وزادت الأخلاق الحسنة وتمسك الإنسان بالقيم الأخلاقية المثلى قلت آلامه ومصائبه، وكلما نقصت وشحت تلك الأخلاق زادت مصائبه وآلامه ومآسيه.
غاية الإنسان من تحليه بالقيم الأخلاقية العليا هي السعادة وهي أفضل ما يناله الإنسان وكل ما عداها هو وسيلة لبلوغ تلك الغاية.
يقول ابن عبد ربه: أسمى آيات الأخلاق ما كان يهدف إلى فعل الخير. ويقول مصلح الدين بن سعدي: إن أشرف الأخلاق وأكملها، هو أن يصنع الإنسان المعروف لدنياه. ويقول جورج واشنطن الرئيس الأمريكي الأسبق: السعادة والواجب الأخلاقي متصلان ولا ينفصلان. ويقول الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). قال عنها ابن مسعود رضي الله عنه: أجمع آية في القرآن للخير والنهي عن الشر في هذه الآية. ويقول الحسن: لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به، ولا شرا إلا ونهت عنه.
تختلف اتجاهات تحديد طبيعة مصادر «القيم الأخلاقية» تبعا للزمان والمكان والأيديولوجيا أحيانا أخرى. لذلك سوف أذكر هنا بعض تلك الاتجاهات التي تحدد وتعزز مصادر تلك القيم.
* الاتجاه الاجتماعي: وهو الذي يجعل المجتمع مصدرا للقيم الأخلاقية، بمعنى أن لكل مجتمع قيمه الأخلاقية التي يمتاز بها دون غيره من المجتمعات.
* الاتجاه النفسي: وهذا الاتجاه يرى أن البنية النفسية هي المصدر المهم من مصادر القيم الأخلاقية، بمعنى جعل القمة الأخلاقية مسألة شخصية أو ذاتية.
* الاتجاه الاقتصادي: وهذا الاتجاه يرى وجوب الربط بين البنية الاقتصادية من حيث القوة أو الضعف وعلاقتها بوضع الفرد الاقتصادية ومدى تأثره باقتصاد المجتمع.
ختاما.. يقول ابن القيم: جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق، لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وربه، وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه، فتقوى الله توجب له محبة الله، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته.
التعليقات (0)