مواضيع اليوم

اطفال في حاويات زبالة

فارس مشعل تمو

2009-10-29 21:04:56

0


بقلم: دوستو

وجدناكم في حاوية زبالة....هذا مايعتقده الاطفال في الشرق الاوسط.... بان والديهم احضروهم من السوبرماركت او من امام الجامع او من حاوية الزبالة.....لانه الجواب الذي يتلقونه من والديهم عند سؤالهم عن كيفية قدومهم الى هذه الدنيا.

كالنعامة يغرس الاهل راسهم بالتراب.....تهربا من فضول اطفالهم وحب اطلاعهم على هذه المعلومات.....بحجة دفع الحرج.....لانها معلومات مخلة بالاخلاق العامة.....لان البيئة التي ترعرع فيها الاهل قائمة على اعتبار ان الاعضاء الجنسية اعضاء مشوهة والعلم بها يجلب الشر والعار......لذا يجب ان تبقى هذه المعلومات طي الكتمان.

بالتعنيف والتوبيخ.....والرد الوحيد......عيب....حرام....يجابه الاهل تساؤلات اطفالهم.....مما يدفع الاطفال الى البحث عن الاجابة من مصادر اخرى....من الشارع او من زملاء المدرسة او من الاعلام........فتقع الكارثة....لأن الطفل لديه حب الاستطلاع بشكل كبير جداً.....ومن المستحيل ايقاف طلبه للمعرفة بردعه.....وخاصة للأشياء التي يحاول الأهل أو المجتمع إخفاءها وعدم تداولها.....على الرغم من ان الجنس هو كيان كل انسان....رجل او امراة.....فتى او فتاة.....ويمس حياتنا اليومية....ويؤثر في الادراك والاحاسيس والاراء والاتجاه السياسي والعلمي والحضاري بشكل مباشر او غير مباشر.

وبالاضافة الى عملية البحث عن هذه المعلومات بعيدا عن الاهل.....يلجأ الاطفال ايضا الى تقليد الاهل بالكذب........فكما تكذب عليه والدته في اخفاء هذا الموضوع وتوبخه وتردعه عن مجرد السؤال......هو ايضا بالمقابل يكذب على الاهل بكل شي يتعلق بالتطورات الجنسية التي تحصل بجسمه.....واخفاء كل المشاكل التي يقع بها......نتيجة تجربته الخاصة لاشباع فضوله في التعرف على الحياة الجنسية......ويكون الاهل......الاب والام اخر من يعلم عن حياة اطفالهم.

ردع الاطفال عن الاطلاع على هذه المعلومات.....عيب....اما تعليمهم الكذب.....ليس عيبا....وخلق العقد النفسية والجنسية لدى اطفالهم.......ليس عيبا.....وانحراف الفتاة او الفتى في سن المراهقة.....ليس عيبا....وطبعا.....انحراف الفتاة..... في مجتمعنا.....يؤدي بها الى القتل على يد والدها...... بحجة الدفاع عن الشرف......والدها الذي علمها الكذب....وخلق لديها العقد الجنسية.....ورسخ في ذهنها بان شرف العائلة....والعشيرة.....والمجتمع.....معلق بغشاء بكارتها.

بينما من المفترض ان يمنح الوالدين ابناءهم الكثير من الاهتمام في المراحل الحساسة من اعمارهم....واسداء النصح والارشاد العلمي في ما يتعلق بالثقافة الجنسية..... وتعليمهم الثقة بالنفس.....واحترام الذات....ومنحهم الاحترام الكامل لشخصيتهم واراءهم.....وان لايكتفي الاهل بكلمة.....عيب.....فالطفل لايعرف معنى كلمة عيب.....فهذه الكلمة تحرضه اكثر.....وتثير فضوله لمعرفة تفاصيل هذا العيب.....الذي يخفيه الاهل.....في حين ان كل ما حول هذا الموضوع قد تطور ونما وزاد سواء على مستوى الانفتاح في العلاقات الاجتماعية في المجتمع.....أو الانفتاح الاعلامي.....والضخ الجنسي عبر الفضائيات بأنواعه المختلفة.

لذا لابد من مناهج علمية سليمة يضعها اساتذة علم نفس وعلم اجتماع من جهة وأطباء متخصصون من جهة ثانية.......تعلم الاباء والامهات اصول التربية.....من خلال دورة الزامية يتقدم لها الخاطبين....وتكون هذه الدورة شرط لازم لاضفاء صفة الشرعية القانونية على الزواج.....وان تتضمن هذه الدورة تعليم مجموعة مناهج علمية متخصصة باصول تكوين عائلة ومبادئ التربية السليمة للاطفال وبخاصة التربية الجنسية.....قبل التفكير باضافة مناهج علمية لتعليم الثقافة الجنسية في المدارس والجامعات.....لان هذه الثقافة المحجوبة في العائلة والمجتمع......اصبح العلم بها وتداولها شرط من شروط تدارك ركب التطور الحضاري والتكنولوجي في هذه المرحلة......لأن ما يقابلها من ثقافة جنسية سلبية في الانترنت أو الفضائيات.....للأسف الشديد إما غير علمية.....أو مبتذلة ومعروضة بصورة غير سليمة.

فتدارك فضول الاطفال في التعرف على هذه الثقافة.......افضل من عدم قدرة الاهل على تدارك فضول المراهقين والمراهقات.....الذي يتحول حينها الى رغبة في اقامة علاقات مشبوهة.....او التحول الى العنف والادمان....لاشباع هذا الفضول الذي كان طفوليا بريئا.....لذا نرى اليوم عشرات المراهقين والمراهقات يتجمعون أمام شاشات الانترنت لمشاهدة صور جنسية مبتذلة تنقل لهم مادة غير سليمة تهيج انفعالاتهم بالصورة الخاطئة.

وكذلك على الأم أن تصادق ابنتها في سن المراهقة الحرجة.....وأن ترفع الكلفة معها في حدود الاحترام الواجب......وأن تقوم بدورها لتبصيرها دون خدش لحيائها......وتعلمها كيفية الحفاظ على نفسها وتزرع فيها الثقة بنفسها......وتجعلها تدرك أنها هي وحدها المسؤولة عن صيانة نفسها.....والحفاظ على شرفها وعفافها.

من خلال تهيئة ابنتها لمواجهة مظاهر النمو الفيزيولوجي الطبيعي لجسمها....بأن تشرح لها.....حسب سنها.....مظاهر التغير والبلوغ الذي سيطرأ عليها حتى لا تشعر بالحرج أو الارتباك أو القلق عندما تواجه هذه المظاهر.....وبالتالي يؤدي هذا الارتباك الى تشكل العقد النفسية والجنسية لديها.

فعندما لا تعي الطفلة هذه الأمور ستبدأ في استكشاف المناطق المختلفة في جسدها حينما تظهر هذه العلامات لديها.....وقد تؤذي نفسها دون أن تدري.....لذا فـإن مسؤولية إرساء هذه المبادئ وتوضيح هذه العلامات والمعلومات لدى الفتيات تقع على الأم أو على من يستطيع مناقشة مثل هذه الأمور الحساسة من أفراد عائلتها.

خاص بمجلة (تاو كوملايتي) الاجتماعية باللغة الكردية
فارس تمو- كاتب كردي سوري
dostocan@gmail.com
http://www.elaphblog.com/dosto
http://www.facebook.com/home.php?ref=home

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات