اســـاءة دراميـــة !

علي جبار عطية
الأربعاء 15-08-2012

لم يكن في ذهني ان اكتب عن مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) لمؤلفه يوسف معاطي ومخرجه رامي امام وبطله عادل امام والذي يعرض في الكثير من الفضائيات وهو امتداد لاعمال سابقة تبحث عن بطولة مفقودة في زمن اشباه الرجال من امثال (رأفت الهجان) و (دموع في عيون وقحة) و (مهمة في تل ابيب) لكن ما اثار غيظي هو ما ورد في الحلقة (24) من هذا المسلسل حين ضيف مدرس عراقي (بهجت الجبوري) عصابة ناجي عطا الله في بيته فقد يتسامح المشاهد مع الاحداث المفبركة والملفقة بشأن امكانية عصابة هواة اقتحام مصرف في تل ابيب والاستيلاء على عشرة ملايين دولار ولكن لايمكن التسامح مع الاساءة الى العراق بهذه الطريقة ففي مقطع مصنوع بخبث يسأل ناجي عطا الله المدرس العراقي عن دوامه فيجيبه انه كمدرس لايداوم لان الناس لايرسلون اولادهم الى المدارس خوفا عليهم والحكومة مع (المحتل) يعطوننا رواتب من النفط لاسكاتنا وانا اتسلم خمس مئة دولار شهريا من دون عمل اما المليارات فتصرف في اشياء غير معروفة !
ويتساءل المرء هل عاش مؤلف هذا العمل في العراق وشاهد المدارس الفارغة من تلاميذها ومدرسيها ؟
هل تعطي الحكومة مع المحتل رواتب الى الموظفين لاسكاتهم ولماذا هذه الصورة القبيحة ومادور المشاركين في العمل من العراقيين في تقويم ما لاينسجم مع الواقع؟
الم يكن من الافضل في الاقل من باب الامانة الدرامية ان يعرض الجزء الخاص بالعراق على عراقيين نزيهين ليعطوا صورة حقيقية عما يجري في البلد لا صورة مشوهة يراد تمريرها الى عقل المشاهد ، صورة ليس لها من هدف سوى الاساءة الى التجربة العراقية الفتية في تسلم ارث الحكم الاستبدادي ومحاولة الاصلاح ولماذا لا يتجرأ فريق العمل ويتحدث عما يجري في الدول العربية من تجاوزات وانتهاكات ولايجد غير العراق مرمى لسهامه ؟
ولكن لماذا نستغرب اليس كبار مثقفي العرب مازالوا يعدوننا شركاء مع الاحتلال ؟
ويظل هناك سؤال مهم اذا كانت هناك اساءات للعراق في هذا العمل فما الداعي لدعمه بشرائه من عدة فضائيات عراقية ؟
هل وراء الاكمة ما وراءها ؟