اسرائيل فى الاتجاه العكسى
من المصب الى المنبع.
- يعتبر نهر النيل من أطول أنهار العالم - البعض يفول من أطول أنهار الدنيا - اذ يبلغ طوله (6690 ) كم .
- يمر عبر (10 ) دول أفريقية , ثمان منها تعتبر دول المنبع و اثنتان دول المصب .
أما دول المصب فهى مصر و السودان . و دول المنبع فهى : تنزانيا ، كينيا ، زائير ، بوروندى ، رواندا , اثيوبيا ، أريتريا ، أوغندا . وهى جميعا تسمى دول حوض النيل .
- فى التاريخ القديم أن الحفريات أثبتت أن نهر النيل كان له فرع يمتد عبر شبه جزيرة سيناء ( حيث لم تكن قناة السويس قد وجدت بعد ) و يقال انه نهر - بحر- سيدنا " موسى " الذى غرق فيه " فرعون " و أتباعه و هم يطاردون سيدنا " موسى " و أتباعه عبر شبه جزيرة سيناء .
- فى التاريخ القديم أسطورة وفاء النيل ( 23 أغسطس ) حيث كان يتم القاء فتاة فى سن الزواج فى النيل ( عروس النيل ) حتى يفيض النيل – لا يجف – ويعم الخير والنماء .
- المؤرخ اليونانى ( هيرودت ) قال : مصر هبة النيل , النيل الذى على جانبيه نشأت أعظم وأقدم حضارة فى التاريخ ( الحضارة الفرعونية القديمة ) .
- قبل ثلاثين عاما , وفى لحظة رضا , وعد الرئيس السادات صديقه بيجين وشريكه فى نوبل للسلام بأنه سوف يمد اليه مياه نهر النيل عن طريق سحارة اسفل قناة السويس .
- لسبب او لاخر لم يتم الوفاء بالوعد .
- كان الماء يأتى مترددا , ففى عام يأتى وفيرا فيغمر الأرض ويتلف المحاصيل ويهجر الناس أرضهم وديارهم التى غالبا ما كان يجرفها التيار ( بسبب الفيضان ) .
- وفى أعوام يأتى الماء شحيحا فلا يكفى للشرب أو الزراعة وهو ما يعرف بالجفاف .
- قام ( محمد على ) فى عصر النهضة الحديثة , ببناء سدود وخزانات على النيل أشهرها خزان أسوان وقناطر اسنا ونجع حمادى .
- كان بناء السد العالى ضرورة تنتظر رجل فى جرأة وشجاعة عبد الناصر – وقد كان - .
- دول حوض النيل بينها اتفاق منذ أيام الاستعمار ( 1929 ) حيث كانت كلها مستعمرة , هذا الاتفاق يلزمها بتوزيع ما لحصص المياه , والتزامات ما تجاه النهر ( من سدود وخزانات وتحويل مسار وخلافه ) .
- فى فترة المد الناصرى , والفهم الصحيح لمفهوم الأمن القومى وتنامى وتعاظم دور الديبلوماسية المصرية , تم تحديث الاتفاقية فى عام 1959 . على اتفاق بموجبه تحصل مصر على ( 55.5 ) مليار متر مكعب من المياه .
- عند حدوث أى قلاقل أو نكوص للعهود فتش عن المستفيد ,
- عندما فشلت اسرائيل فى الحصول على حصة مياه من دولة المصب , بدأت تثير القلاقل عند دول المنبع , عساها تعكر صفو مصر – أو صفو الماء الوارد اليها – وعساها – كهوايتها – تصطاد فى الماء العكر , وعساها تضغط على مصر لتقديم تنازل ما فى اتجاه ما , ليس بالضرورة أن يكون متعلقا بالمياه , وهو ما يعرف بالابتزاز السياسى – وهو أيضا ما تحترفه اسرائيل - .
- ان تراجع الديبلوماسية المصرية , وتركها فراغ فى دول أفريقيا هو ما حدا باسرائيل للتحرك لملء هذا الفراغ , وهو ما وافق رغبة هذه الدول فى عملية الاحلال .
- ان تخلينا عن ثوابتنا , والتى كان من ضمنها ان الأمن القومى المصرى يبدأ من خارج الحدود , وذلك لعمل عمق استراتيجى , وكمثال تركنا السودان نهبا للانفصاليين وقلاقل ( دارفور ) وتدخل الغرب – حتى الصين تشجعت وتدخلت – كل هذا بسبب سياسة الانكفاء على الداخل واعمال سياسة ( من خرج من داره انقل مقداره ) .
- بعد تقسيم السودان ستصبح دول حوض النيل ( 11 ) دولة منها دولة واحدة فقط تؤيد مصر , واذا ما حدثت اتفاقات جديدة أو تفاهمات فليس معنا من يؤيدنا وصفر المونديال خير دليل .
- ما سبق ليس تبريرا " للخيبة " , وليس اختراع لعدو وهمى هدفنا جعله شماعة نعلق عليها خطايانا وأخطائنا , بقدر ما هو قراءة واقعية : لعبت اسرائيل فى المنبع كما أتلفت المصب .
التعليقات (0)