-استراحات-
يا ذات الحبيبة الكويت
يا فراشة العالم المكتئب ويا أغرودة الوطن العربي الممتد من الألم إلى الجراح.. ومن الشوكة حتى السكين..
ويا غلالة الفرح في موطن الأسى..
يا فتنة يغار منها التشوه..
سيجيء غراب حاقد لينعق في مواسمك المعطاءة..
وستأتي الطعنة من الخلف.. لا يهم ما دمتِ حَرِيّة ببذر السنابل في موضع الطعنة..
ويا جميلة الوطن الكبير..
كثيرات يدفعن ثمناً باهضاً للواهم ويدفعن هذا الثمن لقاء البقاء تحت مظلة الغزو.. أما أنت فإنك تدفعين الثمن لحقائق ومواقف..
أتساءل!!
أي شي أنت..
الصحو الخمضل بشجو الينابيع.. الرمش الحامل عبء الغيب..
وأغيب في التأمل، أحدق مرة، مرتين، ثلاثاً ثم أتحقق من أشياء كثيرة يمكنها أن تعيد الدفء في صقيع الغياب.
أتداخل في الكل العربي فأجدني كومة من حطب.. بقايا رماد وصديد وبيانات وخطب..
وأتداخل ببعض الكل العربي فأجدني واقفاً في اليمن أتملى بعروش الفجر بالكويت الحبيب..
أتملى في الكويت فإذا أنا أمام إحدى القمم التي لا تنحني.. التي تقاوم ولا تنهزم.. التي تحتمل المعاناة ولا تتهالك أو تتداعى..
ويا ابنة الحلم المبحر من الشاطئ البعيد..
إنهم يريدون احتواء مشاتل الفرح لديك.. إنهم ضد قيم الحرية التي تتغلغل عبر مسارات الإنسان الكويتي الأصيل..
إنهم يطمعون في مصادرة أحلامك اللواتي يبزغن مع ابتسامات الصبايا.. وتنمو مع الأطفال.. وتتشح وقار الشيوخ..
ويستحيل علينا أن نراك مشكلاً آخر أو شيئاً آخراً غير ذات الحبيبة الكويت..
وأدرك أنك لا تجلين سر ما يحدث.. أنت بالتأكيد تعلمين أي شيء يغريهم عليك ويدميهم منك..
لأن في قلبك تتنفس الكلمة الشريفة..
وفي قلبك مأوىً للآراء المخنوقة..
ولأنك تؤثرين ولا تستأثرين..
إنهم يا أميرة الوطن العربي يريدون منك أن تفتحي صدرك للنخاسة وأن تجعلي بين عينيك سوقاً للرقيق..
ظلي واقفة مهما كان حجم العاصفة.. فالحرية أكبر من الألغام وأقوى على التاح القلق..
وما ضر "مصفاة" أن يعكر صفوها انفجاراً أو ينشر الإرهاب غسيله فيها للحظات..
في الكويت أيها المتآمرون، أصدقاء كنتم أم أشقاء أم قتلة.. إنما ريد فرح لا تموت وفيها حرية لا تصدأ وديمقراطية لا تفور..
وفي مجلس الأمة الكويتي صوت ثائر وصرخة وطني ودوي ثورة خيّرة لا تتأثر بالحقد لأنها تتدفق تسامحاً ومحبة..
شيءٌ ما يسري في دمي..
الطيور تحتشد، وبارقة تلوح في الأفق!!
شيء بنكهة الوطن.
شيء بلون القناديل
شيء كالشباب
وأنا أحدق في أطياف عاشق يختصر الجرح والضماد ويحيل الصمت الكسير زغردة على الشفاه.
أواه.. كيف تنهزم الشيخوخة وكيف تتلاشى نسائم الوطن.. ويعاودني الهدهد.. فأصغي إلى كلماته الفتية وهو يعلن أن الشعب أكبر من مراكز القوى وأكبر من الوزراء وأنه صاحب الكلمة الفصل..
أصغي إليه فإذا به يبصق في وجه الردة ويحيل اليأس إلى أحلام وجدال..
الصحيفة: 26 سبتمبر
العدد: 147
التاريخ: 18/7/1985م
التعليقات (0)