-استراحات-
هي أشياء لا تشترى
قال لي.. وهو يمعن في وجهها..
هل تأملت في ذا العينين.. زورقاً يستحم الفرح..؟!
هل تبيع الأزقة ذكرى مرور حبيبين منها..؟!
هل تتخلى العصافير عن أجنحتها وهي تركض في الجو..؟!
حينما تشرق الشمس كيف تكون القناديل مثخنة بالخجل..
أترى لو أن الفراشة صالحت النار هل تحترق.
أترى لو جعلنا الدموع زيوتاً وصرنا إخضلالاً ونمنا على موضع الجرح ثم حملنا أكنا كما نشتهي..
قال لي:
لو سمحنا لأشيائنا تشترى.. أترى..؟
هي أشياء لا تشترى..
هي أشياء لا تشترى..كانت الأرض وكرا
ثم صارت أحاجٍ
ثم صارت خطىً
ثم عادت إلى أصلها فهي وكر..
ثم لما تغفلها بلبل أسلمت بعض أسرارها..
فإذا هي معطاءة
وإذا هي خيرة
وإذا هي شيء جديد..
أي شيء هي الأرض
تبتاعنا كالنواقيس
أينا صوته يتخثر في صوتها..؟!
أينا صوته يلتقي صمتها؟!
هي أشياء لا تشترى
أي شيء هو الحلم!!؟
بعض من الصدف المجهضة
حالم في البداية
حالم في المطاف الأخير
حالم في توعك نافورة كالسأم
ربما نلتقي.
حينها هل تعاتبني..
أم تصالحني
رب أكفاننا تلتقي فهل تتصالح أكفاننا قبلنا..
أي شيء وأنا
علم من غضب
موكب من تعب
كيف بالدمع يفقد أجفاننا ثم يبحث عنها ويبكي
جرحي ضماد جراحك يا وطني
أترى..
هي أشياء لا تشترى
عالم من تعب
أمة من لعب
دثروني فإني حلمت
زملوني فإني احتضرت
الصحيفة: 26 سبتمبر
العدد: 153
التاريخ: 5/9/1985م
التعليقات (0)