-استراحات-
صباح الخير أيها الوطن
صباح الخير..
أيهذا الوطن الذي يخضوضر كالابتسامات التي على الشفاه.
صباح الخير يا أعراسنا الجميلة التي تتموج في ملامح أيلول..
صباح الخير أيها القائد المجلل بكبرياء معدي كرب.
ويا قرانا الموغلة في الحلم النابض كقلوب عذارى قرطبة، صباح الخير..
ويا مدرجاتنا المطرزة بالفرح السبتمبري، صباح الخير.. ويا جبالنا المكللة بذكريات المناضلين والشرفاء الذين سقطوا في معتركات الحسم الثوري، صباح الخير..
صباح الخير.. أيتها الجذوع المسكونة بالأحلام اليمانية الأثيرة.
ويا سنابل القمح التي تهتز كحواري سبأ صباح الخير..
صباح الخير يا وطني.
يا أجمل من بوح عاشقة تلملم من شتات المواعيد لحظات مفعمة بشجون الذكرى، أيها الوطن الذي نستنسخه في عيون الأطفال.. في مداخل الربيع.. في تضاريس الفرح المقاتل.. أجمل منك لا أرى أعز منك لا أعلم.
تتمشى في شرايين الكلمة الشريفة فتستمد منك دفء الحياة.. وأغاريد الذكرى الحافلة بالأمل الوليد.
أيا هذا الوطن الأحب.. أجدك في كل شيء.. في الصخور التي تورق كأطياف مليكة عاشقة.
تنساب في الجدائل الملقاة على صدري كشلالات سبيريا.. أجدك كالمناغاة.. مثل الأهازيج التي تنافح إشراقة الفجر وأنداء الشفق الجميل.
أجدك في انبهار الملاءات، في مغارات الرهبان.. في حناجر الشرفاء..
في غيمة تقطر على الشفاه الضمأى.. أجدك في أكواخ الفقراء.. هالة من كبرياء..
أجدك في ملامح صقر يحلق في شمم وإصرار.
أجدك في ضراعة نوارس يحيك منذ أذن الفجر عش عروسه اليافع بالشباب..
أجدك في المآقير ياقوتة تتألق مثل الينابيع التي لا تنضب.
أجدك تفرك عيون الجبناء لتستيقظ الحقيقة في جفونهم المعفرة بالتردد والتشكك والوهم.
صباح الخير يا وطني..
ويا ملاحم سبتمبر.. صباح الخير.
ويا مسارات التوق إلى المستقبل الذي نريد صباح الخير.
صباح الخير أيتها العبارة الهامة في مواسم القطاف، ويا كل الفتون السبتمبرية المستحمة بسويعات الشروق.. تأملي؟؟
كيف تتداخل الآمال في مثار التطلع! كيف تنسحب الفجيعة لحظة انتصار الشعوب.. وكيف تلتقي الشفاه لتتعاطى الثورة رحيقاً عذباً!!
وكيف للمى وهي تحلو
هي ثورة وإن ساء البعض أن تبقى.
وهي ثورة وإن ساء بعض أن تظل.
ستبقى وإن غضبوا.
وتبقى وإن كرهوا.
أجل تبقى لأنها في كل رحمٍ مخاضٌ وطنيٌ لثائر يهدي للوطن قلبه ثم ينصرف من غير استئذان وقبل أن يقول للناس اسمه.. ومن أي كوخ انطلق..
تبقى؟
لأنها رمز للحياة الشريفة التي لا يتصالح الإنسان فيها أعداءه.
لأنها ضمير الشعب.
لأنها رمز كرامة الإنسان في وطنه.
تبقى؟
لأن الشعب أرادها أن تبقى.
وستبقى.
فيا وطني.. صباح الخير.
الصحيفة: 26 سبتمبر
العدد: 157
التاريخ: 3/10/1985م
التعليقات (0)