علي جبار عطية
الأربعاء 03-10-2012
يقف المرء حائراً ازاء بعض انحرافات المجرمين ويحاول ايجاد تفسير معقول لتصرفاتهم فتتعذر الاجابة ويتعثر المنطق ومن ذاك ماحدث مع مطلع العام الدراسي الحالي فبينما كانت طفلة ذات ست سنوات تلتحق بمدرستها في يومها الاول في منطقتنا واذا بسائق سيارة اجرة يتوقف قربها ثم ينزل ويعمد الى نزع قرطيها الذهبيين وسط بكائها الشديد وزاد من خسته بان اخذ منها كتبها وفر هارباً!
لكن بكاء الطفلة الشديد وصراخها لفت انتباه احد حراس المدرسة الاخرى فاستوقف السائق المجرم واستفسر منه عما حصل فلما ارتبك انزله وانهال عليه ضرباً ونادى على زميله وقيداه ليأخذه الى مركز الشرطة!
وهنا تطل عدة اسئلة بحاجة الى اجابات شافية:
اولها هل الدافع هو السرقة؟ واذا كان كذلك فلماذا اخذ كتبها ودفاترها والحقيبة المدرسية وكان بامكانه ان يكتفي بقرطيها الذهبيين؟
ثم كيف سولت له نفسه ان تكون ضحيته طفلة بريئة في يومها المدرسي الاول.؟
سؤال آخر : اذا كانت لدى هذا المجرم سيارة قيمتها نحو سبعة ملايين دينار فكيف حصل عليها وبأي مال اشتراها وما هو وضع العائلة التي ينتمي اليها مثل هذا الوحش؟
واذا كان الدافع انتقامياً كما يظن بعضهم فكيف سولت لهذا المجرم نفسه ان يجعل البراءة جسراً للوصول الى غاياته الدنيئة فما ذنب هذه الطفلة ان تكون صيداً سهلاً لمآربه؟
واذا كان الدافع سياسياً مخططاً له في اول ايام الدراسة كما هو الحال في تفجيرات الاحد 30-9-2012 فيا لبؤس هذه السياسة التي لا ترعوي عن فعل اي شيء لتحقيق اغراضها الدنيئة اما اذا كانت المسألة نزوة ليس الا فالسؤال هو : تكشف هذه النزوة مقدار الانحطاط الذي وصل اليه هذا المجرم والى اي مستوى من التسافل ينتمي هذا ومن لف لفه؟
التعليقات (0)