علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــ
كان يوم الاحد 21-3-2010 عاطفيا بامتياز اذ شهد فندق المنصور ميليا ظهيرة هذا اليوم لقاء عائلتي باخي الشاعر عبد الرزاق الربيعي الذي غادرنا مهاجرا يوم 1-2-1994 الى عمان ليبدأ رحلته التكاملية الابداعية وليكتشف معاني اخرى لمفاهيم مثل (الوطن) و(الكرامة) و(الحرية) وغيرها متنقلا بين عمان وصنعاء وسلطنة عمان، زاهدا بالرتابة وحياة الدعة والالقاب، ملتحفا بالنبل والكرم وقد عرض نفسه صحفيا ناجحا ومسرحيا مهما وشاعرا متألقا ولكنه ظل محتفظا بميزته الاروع طفلا كبيرا.
كان عبد الرزاق يحلو له ان يبصم رسالته في نهاية كل سنة بانها السنة الاولى للهجرة او السنة العاشرة للهجرة اي هجرته من وطنه وقد حلم ان يرى وطنه خارجا من نفق الدكتاتورية وقد تحقق حلمه وفي اولى زياراته الى بلده مدعوا من مهرجان المربد الحالي كان يشير الى تطورات مهمة خطاها البلد منها المشاركة في الحكم وشيوع ثقافة الانتخاب وتداولها في المحيط الاقليمي بفضل الزلزال العراقي وعلى مدار الست عشرة سنة الماضية من هجرة اخي حدثت تغييرات كبيرة في العائلة.. رحل الوالدان الى السماء ولحقت بهما الجدة وتزوج الاخوة والاخوات وظهر جيل جديد يمكن ان يدعي انه جيل يعيش افضل العصور التكنولوجية والترفيهية يؤمن بالمشاركة في الحروب الالكترونية فقط ويضمن عدم مراجعة دائرة التجنيد لاغراض السوق العام!
الشيء اللافت في رحلة اخي انها شهدت استخدام جميع وسائل الاتصال من البدائية الى الحديثة فقد استعملنا الرسائل البريدية العادية والهاتف الارضي والرسائل الشفوية والرسائل الصوتية باشرطة التسجيل ثم باشرطة الفيديو ودخلنا الى عالم الايميل وكانت الرسائل الصوتية تسجل وتبث بيننا ثم حدثت نقلة نوعية بدخول الهاتف المحمول ثم خدمة الهاتف عبر الانترنيت ثم الاتصال المباشر صوتا وصورة وحين التقينا بعبد الرزاق كان اللقاء يسجل عبر كاميرات متطورة وبكاميرات الهواتف المحمولة مما يكشف مدى التطور العملاق التي شهده العالم وقد كشف اخي عن ذهوله للعالم العاطفي الذي عاشه بين اهله ومحبيه وقد عكس هذا الثروة الحقيقية للعراق بوصفه منبع الحضارة العاطفية!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)