بمناسبة دكرى وفاة والده وقف بجنب قبره ليترحم عليه وكانت السماء شبه زرقاء وصافية والارض مخضرة نتيجة تهاطل المطروالبلدة شبه فارغة بكون الناس منتشرون فى ارضها كل واحد وهمه وامنيه والمقبرة صامتة بامواتها وبعض الكلاب النائمة على بساطها ارهقها الثعب والجوع والضما. ومد يديه الى السماء قليرحمك الله ياابى كنت مقاوما وطنيا فدا اهد يت عمرك لوطنك من اجل استقلاله وغامرت بحياتك من اجل فرنسا فى حربها مع هتلر.وبعدها عدت الى جهتك الجنوبية الشرقية سالما بجسدك ومجروحا فى احشائك لانك لم تجاز بما فيه الكفاية لا من المعمرين الدين عوضوا المستعمر واستولوا على خيرات البلد بالتفاوض على حساب الفاعليين الحقيقيين ولا هو بنفسه(المستعمر/فرنسا) دفاعا عنه فى عقر داره نجدة له من بطش النازية.مكتت سنين على فراشك تعانى الامرين تهالك جسدك وغدر المتكلميين باسم الوطن والمواطنة والاستقلال والمقاومة الدين جلسوا على منابع العيش دون ان يدفعوا له(الوطن) من لحمهم ودمهم.كما نصحت اولادك الاخرين للانخراط فى الجيش والتوجه الى الحدود المترامية مع الجارة الشقيقة الحقودة دفاعا عن حوزة الوطن ضد اطماع بعض ابنائه الدين يئسوا من بؤس واقعهم ومن ظلم دويهم.وما زلت اتدكر نصيحتك لهم ابنائى كونوا اوفياء ومعطاة من اغلى ما عندكم فى كينونتكم لوطنكم واياكم ثم واياكم والانانية الضيقة ومحاسبة الاخرين بناءا على اخطاءهم اتجاه بلدهم نتيجة جشعهم واطماعهم وغرورهم ولاتنتظروا مقابلا ولا شكورا بل سترثون نفسا عزيزة وارثا وشخصية صلبة لا تساوم وما احوجنا اليها فى زمن المطبلين والراكعيين لبطونهم ولشهواتهم وفى زمن تشيا قيه الانسان وانتدرت فيه القيم.ليختم دعائه ويخرج من الباب الثانى للمقبرة ويتابع السير اتجاه مجهول لعله يسترجع عافيته وبعض مشاعره الدافئة التى حطمتها التى تزوج بها والمنتمية الى سلالته وكلما تدكرها الا واشعلت فى قلبه نارا ملتهبة. واعتبرها لفعة من الافاعى بكونها ثرى الزواج مطية للتستر وللاغتناء ودفاعا عن كرامة اهلها وليس بيتها وتسببت له فى خصومة وعداوة دائمة مع اسرته وجيرانه وفى خسارات مالية لايمكن له استرجاعها كلها صرفت فى العبث والسراب.حتى كره الزواج من الاقارب والتعساء بكونهم يسعون فى حياتهم ان وجدوا بيتا مضيافا وطليقة اليد ان تعوضهم عن ماسائيهم وحرمانهم .وعندما وصل الى باب الولوج الى دوار صغيير بجانب واحة تستهوى الزائر المارجلس تحت شجرة مظلة وفجاة جاءه شيخ وفى يده اناء من الماء ينوى الوضوء لاداء صلاة العصر التى بدات تقترب وحياه ثم سلم عليه وقال ياابنى اقسم معك هدا الاناء من اجل ان نتوضا الاثنين ونتوجها الى المسجد لنقرا ونصلى ورد عليه بدون تردد اتركنى ياعماه رفضتنى شريعة الارض فكيف ستتقبلنى شريعة السماء.فقدث ابى الدى كان بالنسبة الى بطلا فى المقاوة على الارض ضحى بالغالى والنفيس ولم يطمع فى الاخد ولا فى التعويض ولم يسال احدا من المسؤولين ولا من المستحودين الجدد بل تزهد واعتزل حتى اخد البارئ روحه عنده .وقبل موته اوصى ابناؤه الاخرين ان يحدوا حدوه انها الثضحية المجانية.وفقدت كدالك رزقى وكرامتى وصافية مشاعرى مع شريرة كانت زوجتى انها اللعنة التى نزلت على.
التعليقات (0)