يحكى أن رجـلا كان
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥♥ ♥ ♥ ♥ ♥
يسكن مدينة كبيرة و في كل يوم يتوجه إلى عمله في أحد المصانع حيث كان يستغرق الطريق للوصول إلى مكان عمله حوالي خمسون دقيقة و في إحدى المحطات صعدت سيدة كانت دائماً تحاول الجلوس بجانب النافذة كانت تفتح حقيبتها ، و تُخرج كيسا و تمضي السفر و هي تقذف شيئاً من نافذة الباص أو الأتوبيس ، كان هذا المشهد يتجدد كل يوم ، أحد المتطفلين سأل السيدة عن ماذا تقذف من نافذة الباص ؟
أجابته : اقذف بذور ..
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥♥ ♥ ♥ ♥ ♥
قال الرجل بذور ماذا ؟
قالت بذور ورد ، لاني انظر من النافذة و أرى الطريق هنا فارغة قاحلة .
و أود أن أسافر و أرى الورود ذات الألوان الجميلة طيلة الطريق ، شئ جميل تخيل كم هو جميل ذلك المنظر .
قال لها متعجباً و لكن البذور تقع على الرصيف و تهرسها المركبات و المشاة و هل تظنين أن هذه الورود يمكنها إن تنمو على حافة الطريق ..
قالت السيدة : يا بني أظن أن الكثيرمن هذه البذور سوف تضيع هدراً و لكن بعضها ستقع على التراب و سيأتي الوقت الذي فيه ستزهر وهكذا يمكنها أن تنمو ..
قال الرجل : هذه البذور تحتاج إلى الماء لتنمو .
قالت السيدة : نعم ، أنا اعمل ما عليّ و الباقي على الله و تعلم ن ما على الله مضمون و واقع إنشاء سبحانه وأدارت رأسها إلى النافذة و بدأت عملها كالمعتاد ..
نزل الرجل من الباص و كان يدور بخلده إن هذه السيدة تعاني من بعض الخرف .
مضى الوقت ... و يوم من الأيام و في نفس الطريق ، مسلك الباص جلس نفس الرجل بجانب النافذة و رفع بصره فرأى الورود التي تملئ الطريق على جانبيه .. يــاه ،، كم من الورود ،، أنها كثيرة و ما أجملها سبحان الله !!
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥♥ ♥ ♥ ♥ ♥
أصبح الطريق جميلا يُمتع الناظر ،، يعطر الجو ،، ملون بألوان الربيع ،، يزهو بالورود و الأزهار ...
تذكر الرجل السيدة الكبيرة السن و العقل التي كانت تنثر البذور .
و سأل عنها الكمسري بائع التذاكر و أجابه بأنها قد توفيت اثر مرض أصابها الشهر الماضي .. ترحم الرجل عليها ،
ثم عاد إلى مكانه و واصل النظر من خلال النافذة ممتعاً عيناه بمنظر الزهور الرائع ، فكر الرجل في نفسه و قال : الورود تفتحت ماذا إستفادت السيدة الكبيرة السن و القلب من ذاك العمل ، المسكينة ماتت و لم تتمتع بهذا الجمال ...
و في نفس اللحظة سمع الرجل ضحك طفلة في المقعد الذي أمامه و كانت تشير بحماس و فرح الى الطريق و تقول لأبيها : انظر يا ابي كم هو جميل ..
يا الهي الطريق رائع .. إنظر الفرحة تملأ الطريق يا أبي ..
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥♥ ♥ ♥ ♥ ♥
الآن فهم الرجل ما كنت قد عملته السيدة الكبيرة عقلا و فكرا ، رغم أنها لم تتمتع بجمال الزهور التي زرعتها فإنها سعيدة في النهاية و روحها ترفرف فرحا من حولنا .. لأنها قد منحت الناس هدية عظيمة .. و تركت أثرا طيبا خلفها .. و تذكر قول الشاعر :
إزرع جميلا و لو في غير موضعه ........ فلا يضيع جميل أينما زرعا
إن الجميل و إن طال الزمان به ......... فلا يحصده إلا الذي زرعا
♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥ ♥♥ ♥ ♥ ♥ ♥
و في اليوم التالي جلس الرجل بجانب النافذة و مد يده لجيبه و قام ينثر بذور الورد في كل مكان حوله اثناء رحلته ..
و أنت أخي القارئ أختي القارئة ا نـثـروا بدوركم ا لخـير و الورود و الإبتسامة على الطريق حتى تسعد غيرك ..
♥ تعلم الخير و انثر بذور الحب في قلبك تسعد نفسك و تسعد من حولك ....
♥ انثر بذور الخير و الحب في قلبك تسعـد نفسك و تسعد من حولك ....
تذكر قوله سبحانه : إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. و الحديث : خير الناس أنفعهم للناس ..
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و التوفيق في الدنيا و الآخرة .............. أشرف هميسة
التعليقات (0)