-إيماءة-
لا..
لا يا أخي.. إن الإنسان يتغير بتغيّر الظروف المحيطة، وبتأثير الواقع، وبفعل الملابسات التي يمر بها هذا الإنسان.
لا...
لا يا أخي.. أنا، وأنت.. هذا وأولئك كلنا عرضة للتغيير المدروس وللتغيير المفاجئ، وليس ثمة غير الله وحده لا يتغير.
حتى أنت، لو عدت مليا إلى الوراء لوقفت على حقيقة تدركها جيداً عن نفسك.. لقد تغيرت كثيراً، صرت ودوداً، لم تعد لك تلك النبرات الحادة، ولا تكل الميول الكامل للعدوانية.
وما يكون بالأمس في حكم يتعارض مع العقل لربما وجدته اليوم يجسد العقل كل العقل.
ولا تنس أخي أن الأصل في الناس الطيبة وميولهم إلى الخير.
وتعلم أخي.. أن الناس لو اجتمعوا على هداية شرير لما أمكنهم ذلك ما لم تكن الهداية من عند الله.
ثم..
لماذا نتحجر حتى على رحمته تعالى، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. والإنسان يا أخي لم يعد من صخر، إنه عاطفة رقيقة، ومشاعر متوهجة، والواقع كفيل بتحريك عاطفة الإنسان ومشاعره في اتجاه الخير أحياناً وصوب الشر حيناً آخر..
ويا أخي..
خيرٌ لك أن تساعد في نمو بذرة الخير في قلب أخيك على أن تدفعه إلى التمسك بنزوعاته إلى الشر.
وإنه لخليق بنا أن نتعامل مع غيرنا بالنوايا وليس من الحكمة أن تغسل يدك يأساً من صلاح أخيك، لأن يأسك من الناس دلالة على عجزك في تحقيق الأمنيات التي تطمح إليها.
ويا أخي..
لك ظاهر الأمر في سواك وليس عليك أن تحكم في النوايا، ولا أن تستقرئ طوايا الناس ولو فعلت ذلك تكون قد خلطت بين ما هو للبشر وما هو للخالق.
ويا أخي..
هل علمت أن الشمس تطلع كل صباح في هذا البلد الطيب.
الصحيفة: الصحوة
العدد:76
التاريخ: 19/2/1987م
التعليقات (0)