مواضيع اليوم

-إيماءة-أريد أن أصفع (سيبويه) بكلتا يدي حتى يخرس!.

أحمد الشرعبي

2009-12-31 07:34:12

0

-إيماءة-

أريد أن أصفع (سيبويه) بكلتا يدي حتى يخرس!.
وأودّ لو النحاة –كل النحاة- بعثوا إلي أفكارهم حتى يلتزموا الصمت.
وودت لو أن المرفوع بالضمة، والمنصوب بالألف، والمسكون (بالجهل) كلهم وآفوني لأضعهم أمام خيارين (الفدية) أو لسع السياط.
فإن أخذتني فيهم الشفقة فليس غير أن أستتيبهم..
لِيَ في ذلك مسوغات لا ينكرها عليّ غير شاعر قديم.. طمع في الشفاعة بهؤلاء بقوله:
"فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال"
وإني لا أفتري على أحد.. لكن هؤلاء لم يفكروا في مخرج لأحفادهم الذين استعصت عليهم اللغة فخرجوا على الناس بقواميس جديدة في علم اللغة، ونواميس غريبة في الشعر..
وهؤلاء –سيبويه- ومن على شاكلته لم يحسنوا تأديب أحفادهم ولم يقولوا لأصلابهم أن الجمع بين (الحبيبة الأنثى) والوطن الوطن، حرام كحرمة الجمع بين الأختين!
ولو كنت قاضياً –وكفى الله عباده شر قاض مثلي- حكمت بالغباء المطبق على متشاعرٍ يتخذ من (تاء التأنيث)، و-قُلْ- ولا حياء في الإسلام- من (الأنثى) معبراً إلى الوطن!!
ولقد اتبعت في نتاجات كثيرين من شعراء القصيدة النثرية أساليب التحريض السافر على الحبيبة التي تكشف عن ساقيها وتبدي لواعجها وتغري على نهش مفاتنها، فإن وقفت تنصح لهم في الابتعاد عن (الأنثى) من هذا الطراز نفروا عنك واتهموك بالجهل لأنك لا تعرف طرق استخدام (الرمزية) في القصيدة السريالية، ولا تفهم في فك (الحروز) والطلاسم المعقدة!!
وهم يعتقدون باستمرار أنهم يسبغون على الوطن من نعماء تاء التأنيث مالا عين رأت، ولا أذن سمعت!!
هم يظنون –وبعض الظن إثم- أن (الأنثى) أروع الرموز دلالة على التحبب والجمال..
وأنا أظن –ولا أزكي نفسي- أن الوطن غير الأنثى، فللأخيرة خصوصيات لا نجدها في الوطن، وللوطن ثوابت أهم من (الأنثى) مسترجلة.. أم ذاتها!!
وأنا أعتقد أن كل حسناء في العالم لا تغني عن الوطن..
وأنا أتصور أن كل حسناء في العالم مشترك هو (الحب)..
وإذن..
فلماذا الوطن لا يكون متميزاً في الحب.. وِلمَ الوطن وهو مجمل الثوابت لا يكون محصناً من الاجتهادات..
وحتى إذا اتفقنا على أن نختلف، وتلك مسألة لا تمارس إلا بعد مراحل التشبع الفكري والسياسي.. فإن لدينا من أسباب الخلاف التلقائي الميسّر ما يكفي مع ضمانة استمرار أسرية وقومية وبطاقة خلاف عائلية شخصية..
ولدينا من إمكانية ما يجعلنا نعفي تاء التأنيث من مهامها!!
ولدينا شاعر يقول:
إني أفر إليك
إني أشتهيك
وأنا أغادر نهدك الممتد من كبدي إليّ
وأنا أموت وأنت دون الموت تلتحمين
بي
أنتِ الوطن...!
الصحيفة: الصحوة
العدد:71
التاريخ: 1/1/1987م
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات