بسم الله الحمد الله و سلاة و سلام على رسول الله و على اله و سلم تسليم .أمابعد:
قال تعالى :(( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم،وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ))
وسبب نزول هذه الاية : روي أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكا إليه ما هم فيه من العدو ، وتضييقه عليهم ، وشدة الخوف ، وما يلقون من الأذى ، فنزلت هذه الآية بالوعد الجميل لهم ، فأنجزه الله ، وملكهم ما وعدهم ، وأظهرهم على عدوهم .
وها نحن اليوم نخروج في المظاهرات و المسيرات،متوحدين فى الصفوف نعمل سويا وهدفنا واحد هو أعلاء كلمة الله والأخلاص لله نعم لقد جاء اليوم المنتظر وها نحن ننتظر الخبرالذي جاء في كتاب " الملاحم " لأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها ) وهذا حديث صحيح ،ومن الأحاديث الصحيحة المشهورة ، يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال :
( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها )
رواه أبو داود وصححه السخاوي في "المقاصد الحسنة" والألباني في "السلسلة الصحيحة".
والواجب على المسلم أن يؤمن بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، ويسلم بها، ولا يتردد بما جاء فيها ، فذلك من مقتضيات الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) معنى "فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ" يعني كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
و أولي الأمر منكم هم،كما قال ابن عباس وجابر رضي الله عنهم: هم الفقهاء والعلماء الذين يعلمون الناس معالم دينهم، وليس هؤلاء الحكام بن علي ومبارك وغيريهم كما يعتقد البعض وما يقمون به ضد الشعب المسلم من إغلاق المساجد ومنع الحجاب وملاحقة المصلين ويحاربوا الإسلام حرباً شديدة فأقفلت المساجد وهدمت وتم إغلاق المدارس الاسلامية.
قال الله سبحانه عز وجل في كتابه ((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )) الله سبحانه وتعالى قال "وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين". وليس من القادة الحكيمين أو من الموالين للحكومة أو للنظم الإستبدادية اللآحادية القمعية ومن خلال هذا الدرس اخواني نتعرف على كيفية إكتساب الثقة بالله وهذا ما يجب على كل مسلم ومسلمة تحقيقه لذا يجب عليك أخي ،أختي أن تعلم أن قدرة الله فوق الجميع رئيس ومرأوس، سبحانه وتعالى وهو إذا أراد ان يقل للشىء كن فيكون ،وقال الله سبحانه وتعالى . "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم".وقد بينا ذلك بشواهده في غير هذا الموضع في قوله صلى الله عليه وسلم ( يجدد لها دينها ) أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده وأتم عليهم نعمته ورضه لهم دينًا بعث إليهم علماء أو عالمًا بصيرًا بالإسلام ، أوداعيةً رشيدًا ، يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله الثابتة ، ويجنبهم البدع ، ويحذرهم محدثات الأمور ، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فسمى ذلك : تجديدًا بالنسبة للأمة ، لا بالنسبة للدين الذي شرعه الله وأكمله ، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة ، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبينة له ، قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ).ولقد حدث انحراف في المائة الأولى لكنه كان انحرافاً جزئياً، ولو تتبعنا أحوال المسلمين في القرن الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من السنة العاشرة إلى سنة أربعين للهجرة لوجدنا أن الأمة كانت تمشي على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم -في جميع مجالات الحياة، وهذه تسمى فترة الخلافة الراشدة التي انتهت في شهر ربيع الأول من سنة41 هجرية حينما تنازل الحسن بن علي بالخلافة لمعاوية رضي الله عن الجميع، فانتهت الأربعين السنة بما فيها فترة الخلافة الراشدة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "الخلافة الراشدة فيكم ثلاثون عاماً"، وبتولي معاوية رضي الله عنه الحكم كان أول ملوك الإسلام وأحسنهم عدلاً وأفضلهم سيرة وصلاحاً، ثم من بعده بدأ الانحراف في هذا الباب الحكم والسياسة فبعث الله تعالى وقيظ لهذه الأمة وأخرج لها في سنة 99 هجرية قبل انتهاء المائة الأولى خليفة راشدا جدد لها في الحكم والسياسة، وهو عمر بن عبد العزيز حيث أعاد الحكم شورى وولى الولاية لمن يستحقها ويقدرعليها وأعاد الأمر إلى نصابه ونشر العلم ودون السنة وألغى الضرائب وانتشر الخير في خلافته خلال سنتين أو ثلاث من عام 99إلى عام 101هجرية حيث توفي فيه، لقد بدا أن الأمة قد رجعت في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عهد الخلافة الراشدة في الحكم والسياسة والقضاء والإدارة بعد ما طرأ عليها، حتى لقد تحولت القضية الاقتصادية في زمنه من فقر إلى ثراء عظيم، فقد كان يأمر رحمه الله الولاة بتوزيع الصدقات على المسلمين فلا يجدون محتاجاً مع مناداتهم عليها، فيقول الناس: لا نحتاج قد أغنانا الله فترجع إلى بيت المال
هذا جانب عملي للتجديد، وهو تجديد فردي، في جزء وجانب من جوانب الدين حينما يحدث فيه نوع من الخلل والانحراف.
وفي السابع والعشرين من شهر رجب لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من مارس لسنة 1924م، وقعت أكبر جريمة في حق المسلمين، حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا بواسطة عميلها "مصطفى كمال أتاتوك" من إلغاء دولة الخلافة العثمانية الإسلامية، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة إلا بعد أن اطمأنت من إسقاط دولة الخلافة، وإقامة الجُـمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من البلاد.
وبسقوطها سقطت مفاهيم الدولة المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة والأخلاقيات، وحلَّت محلها المفاهيم المبنية على المصالح والأهواء والماديات.
نعم سقطت دولة الخلافة وبسقوطها سقط ظل دار الإسلام من على الأرض، الذي كان يظل كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
وها نحن اليوم معشيرالمسليمين نقترب من الموعيد الذي ضربه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ها نحن نقترب اليوم أكثر من أي وقت مضى من فجرالأسلام الجديد الذي وعدنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها".{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}.
بوجمعة بولحية.
التعليقات (0)