لم أسع إلى مشاهدة ما أطلق عليه فيلم مسىء للإسلام , رغم الفضول الذى سببته هذه الأحداث الدرامية بسبب هذا الفيلم . ولكن أثناء جلوسى أمام صفحة التواصل الاجتماعى , وجدت هذا الفيلم عارضا نفسه ولم يكلفنى الأمر سوى الضغط عل مثلث صغير , حيث لا أجيد التعامل مع معظم تقنيات هذا العالم الغريب الذى اقتحم حيتنا بسبب اختراعات هذا العالم الغربى المنحل , المهم أننى شاهدت الفيلم باستغراب شديد , ولى عليه هذه الملاحظات . أولا هذا فيلم لا يمكن أن يكون وراءه دولة , ولا شركة إنتاج فنى , ولا حتى تنظيم فكرى أو مجموعة يضمها إطار قانونى أو تنظيمى فالفيلم ليس وراءه كاتب سيناريو محترف , ولا إخراج فنى , ولا ممثلون يتقنون أدوارهم التى كلفوا بها , ولكنهم مجموعة أشبه بالمهرجين الساقطين . ثانيا هذا الفيلم لا يطرح قضية قابلة للنقاش او الرد بعكس بعض الكتب التى انتقدت بعض أحكام الإسلام وقام المسلمون بالرد عليها , كما تقضى بذلك حضارة العصر , ثالثا الفيلم وبصرف النظر عن القداسة الواجبة للرسول إلا أنه لم يحترم الثوابت التاريخية لسيرته التى يعترف بها أهل جميع الأديان . أخرج من هذا بنتيجة مؤكدة , وهى أن الفيلم لا يسىء إلى الرسول ولا إلى الإسلام لأن من يشاهده حتى من الذين لا يؤمنون بالإسلام سوف يشعر بالاشمئزاز والاحتقار لهذا الفيلم . رابعا أعتقد أن الفيلم قد أساء حقا إساءة بالغة إلى طرفين الأول هم الجهلاء الذين قاموا بإنتاجه وتسويقه , وهم بضعة أفراد يعدون على أصابع اليدين , و ليس لهم كبير شأن فى القضية , والطرف الثانى الذى أساء إليه الفيلم هم هؤلاء الجهلاء فى بعض أوطان العالمين العربى والإسلامى الذين قاموا بعمليات قتل وحصار للسفارات , وأظهروا المسلمين بهذه الصورة الهمجية , من هنا يستحق الفيلم صفة الفيلم المسىء , مسىء للذين روجوا له , وهاجموا السفارات بسببه , ورفعوا أعلام تنظيم القاعدة وصور ابن لادن فى الميادين وأمام السفارات فى يوم 11 سبتمبر بما يحمل من دلالات لا يصح ان تمثل الإسلام ولا المسلمين , وأكاد أتصور أن منتجى هذا الفيلم لم يقصدوا مجرد الإساءة إلى الرسول والإسلام من هذا العمل الخائب والساذج ولكنهم كانوا يعلمون ما سيحدثه من أثر فى نفوس قوم هم أكثر سذاجة وخيبة , هؤلاء الذي زعزعوا الأمن فى أوطانهم , وأظهروا شعوبهم ودينهم بمظاهر لا تليق أمام العالم , وكادوا يشعلون مواجهات بيننا وبين بعض الدول لن تكون فى صالحنا , علينا أن نحكم عقولنا وألا نستجيب للمهيجين باسم الدين , وأن نحصر ردود أفعالنا فى من نستطيع مواجهتهم بالملاحقة القانونية أو الفكرية , أما هذه التشنجات والصيحات والأعلام السوداء وسفك الدماء . فقد جعلت من عمل تافه وحقير أمرا مسيئا فعلا ولكن لنا أولا ولحضارتنا ولموقعنا فى نظر العالم
التعليقات (0)