الأنظمة العربية ترتجف خوفا من شرين :
الشر الأسرائيلي ودعم ومشاركة أمريكا لها لفرض سيطرتها على الشرق الأوسط مما يحقق مصالحهما وأهدافهما القريبة والبعيدة ولم يعد هناك من يستطيع أن يقف أمام هذا الحلف المرعب. لقد إستمر العرب في تقديم التنازلات منذ حربي 1967 و1973 حتى لم يعد للعرب شئ يمكن التنازل عليه . واليوم تنضم فتح إلى الركب العربي اللاهت وراء السراب وما سمي بالمقاومة السلمية !!!؟. والغريب إستمرار أسلوب الولايات المتحدة في أصدار بيانات وتصريحت ووعود سرابية للعرب ليس من اجل إيجاد حل بل من أجل كسب الوقت وتمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها وهي اقامة دولة في كل فلسطين والهبمنة على كل المنطقة العربية وثرواتها وتجارتها لتصبح القدس الأسرائلية عاصمة الشرق الأوسط. وبعد أن فشلت المشاريع والمقترحات الأخيرة من خطة الطريق ألى إنشاء دولتين جنبا إلى جنب ألى حكم ذاتي لدولة منزوعة السلام لا إشراف لها على بحارها وأجوائها وأمنها الداخلي وعلاقاتها الدولية . واليوم نسمع وقف الأستيطان لفترة سنة حتى تتمكن الدول العربية من أتمام عملية الأعتراف بأسرائيل وأقامة علاقات سياسية وأقتصادية وأجتماعيى وبعد سنة ستواصل إسرائيل توسعها وتهويد الضفة الغربية والقدس وتستمر المفاوضات ولا نعرف ماذا سيتمخض عنه العقل الأمريكي من اقتراحات جديدة لأستمرارالبحت عن حلول لقضية لا أهداف نهائية مرسومة لها .
والشر الاخر الذي تواجهه الأنظمة الخطر الداخلي وغضب الجماهير العربية الى حد الثورة ولهذ ا لا تستطيع هذه الأنظمة أن تتحرك في أي أتجاه خاصة أن معظمها لا تواجه برلمانات ومجالس نيابية تجبرها على الحركة أو الأستقالة كما هو معروف في البلاد الديمقراطية لأن الأستقالة كلمة لا توجد في القاموس العربي المعاصر وسياسة الصمت في هذه الحالات لا بديل لها . أما منظمات المجتمع المدني فلا أمل فيها لأن مثل هذه المنظمات لا تعمل الا في جو ديمقراطي وهو شئ معدوم في عالمنا العربي . كان الطلاب خلال الخمسين سنة الماضية شعلة في مقدمة الجماهير للأحتجاج والكفاح وأجبار الحكومات على التحرك وكم من حكومات وأنظمة سقطت أو ساعد ت على سقوطها مظاهرات الطلاب . ويظهر أن الأنظمة العربية ومعظم أعضائها من جماهير الطلاب النشطين في الماضي عرفوا سر النفوذ الطلابي فعملوا على أيجاد الوسائل الكفيلة لأبطاله أما بأستخدام وسيلة العنف والسحق لأي نشاط طلابي أو بأستخدام سلاح الجزرة والسيف وخلق انقسام بين الطلاب وتشجيع الفريق المناصر للنظام . والغريب أنه في هذا الجو الدكتاتوري العربي البغيض يتباكى الأعلام الرسمي العربي يتباكى على الديمقراطية في إيران التي تسمح بالتظاهر عل الأقل .هل يستطيع الأعلام العربي أن يتباكى على الديمقراطية في عالمنا العربي حيث كممت الأفواه وأمتلأت السجون بالمعارضين الذين كانوا أحسن حظا من زملائهم الذين قتلوا وشردوا , والأنتخابات الشكلية يفوز فيها مرشحوا النظام بنسية 90% أو 100% , وفرض الصمت على الجميع والويل كل الويل لمن يشكو مما هو فيه . أما حقوق التعبير بالشكوى والمظاهرات فقد اصبحت من احلام المواطن العربي .
التعليقات (0)