إلى النار يدعون
عندما حطت الصحوة برحالها في الجزيرة العربية عبر إمتزاج فكرين رئيسيين الفكر الوهابي والفكر الإخواني الحركي تغيرت أشياء كثيرة بالمجتمع , فالصحوة تحولت من يقظة إلى موت فكثير من أدبياتها وأفكار قادتها ومنظريها القت بشباب كثر بوحل أفغانستان ومن ثم العراق ولن يكون أخرها وحل سوريا , وليت ذلك فحسب بل تداعى منظريها من كل حدب وصوب فشكلوا جبهات فكرية تقارع المؤسسة الدينية الرسمية تارة وتفتح نوافذ الحرب والتضييق على المجتمع تارة أخرى تحت بند الإحتساب , أدلجت تلك الحركة الشريط والكتاب , حتى المناشط الدعوية والشبابية والخيرية لم تخلو من تغلغل افكار تلك الحركة الصحوية التي في حقيقتها ظلمة فكرية أنتجت أجساد متفجرة وعقول تنظر للموت بطريقة تغريرية ظاهرها الإستدلال بايات شرعية وباطنها البحث عن مكاسب سياسية وجماهيرية على أرض الواقع , فالصحوة ومدارسها المتشعبة المتلبسة بلباس التدين تبحث عن مكاسب بعيدة كل البعد عن إصلاح المجتمع دينياً كما يزعم منظريها , وتلك المكاسب تنضوي تحت مضلة الإسلام السياسي الذي شوه الإسلام وأختزل الحقوق والمواطنة وأوقف كثير من برامج التحديث والتطوير وأوقد نار الطائفية والإحتقان بمجتمع متدين بطبعة لا يحتاج لوصي أو وسيط , نهايك عن كوارث ذلك المفهوم ”الإسلام السياسي " بالوطن العربي الذي بدأ يستيقظ ويكتشف حقائق غابت قرون عديدة ؟
منظري تلك الحركة كثر يظهرون وقت الأزمات يشعلون حماس الجٌهال فيدفعون بهم بعد التحريض والترغيب إلى مواطن الفتن والقتال فيتحول الجاهل المغرر به إلى وقود صراعات واداة حرب وتصفية حسابات شعارها النصرة وباطنها المصالح والمكاسب السياسية , وقلة تنجو من الموت لكنها لا تنجوا من الإستغلال فيبقى الناجي مكبل الفكر منفذاً لمأرب من القى به في بؤر الفتن والقتال وكم من جريمة بشعة أٌرتكبت بإسم الإسلام في عقر دار المسلمين إرهاب منظم شرارته التحريض والتغرير .
غياب المنظرين عن ساحات الحرب لا مبرر له لماذا لا يكونون في المقدمة ؟ لماذا تنصل كثير منهم وأنكر علاقتة ببيانات التحريض والتغرير , لماذا تنصلوا بعدما دفع ثمن تلك الأراء شباب بعمر الزهور موت وتناثر أشلاء وسجن وغياب عن الحياة سنين ليست بالقصيرة..
حقائق كثيرة تكشفت منذ زمن لكن بعض من يغلب عليهم الحماس والطيش وهم كثر لا يكترثون لتلك الحقائق ولا يعترفون بخطأ وجرائم تلك الحركة الفكرية الدموية بل يبررون لها وينقلون أقوال منظريها ويؤيدون أعمال ومشاريع الموت , حماس وطيش وتخدير أصاب عقولهم والإ كيف يتم تأييد أعمال أحرقت قلوب وكبود وأدمعت عيون أمهات مكلومات , كم من أم فقدت أبنها في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل سوى أنه وقع ضحية عصابة فكرية منظمة تستخدم الدين شعارأً وتستفيد من حماس الشباب وطيشهم لتنفيذ مأرب وأجندات خفيه لم تعد تخفى على أحد في عصرنا الحالي .
لم تقدم الصحوة كحركة فكرية للمجتمع السعودي خاصة والعربي بوجه عام أي جديد فقد زرعت الإحتقان وكرست الطائفية وشرعنت الإستبداد بطريقة غير مباشرة , وكرست القمع الفكري والأدلجة المذهبية , وكل ما قدمتة للأمة وللوطن أجساد متفجرة وعقول منظرة تنظر للموت وتلوي أعناق الأيات وفي بقاء تلك الشخصيات بمأمن عن العقاب بلاء بالأمة عظيم فهم دعاة إلى النار فكم من نار أشتعلت بسببهم وكم من أعمار حصدها قطار الموت بسببهم وكم من أرض خصبة تحولت لرماد بعدما وطأتها أقدامهم , ونحن الأن في أمس الحاجة لمن يفكك رموز تلك الحركة الفكرية ويبث خطاب معتدل يضع الأمور في نصابها ويعيد للأمة عقول أبنائها التي أصابها التلف بفعل فيروسات لم تفهم من الدين سوى الجهاد بغير ضوابطه المعتبرة شرعاً فالجهاد عندهم مقدمة للتغيير وتحقيق المكاسب و الطموحات لا أكثر؟؟
التعليقات (0)