أمس وعلى شاشة التلفزيون المصرى كان لقاء جمع أحد أساتذة جامعة الأزهر وأحد اللواءات السابقين ولاحظت على حديث اللواء مايلى :
أولا:كان واضحا -منذ البداية-أنه متحامل ضد جماعة الإخوان وبالتعبير المصرى كان(يشرشح ) ولم يكن يبدى وجهة نظر.
ثانيا:تحدث عن مفكرى الإخوان منذ بدايتهم وحملهم كل الجرائم التى حدثت فى مصر واصفا بالإرهاب كل مفكريهم دون استثناء .
ثالثا:أبدى جهلا فاضحا ووقاحة مؤسفة فى تعليقه على كلام لخيرت الشاطر عن (فتح مصر) وقال :(يعنى احنا كفار وهو جاى عشان يدخلنا فى الإسلام يعنى هو عمرو بن العاص الثانى ) وطبعا ليس هذا ما يعنيه الشاطر أبدا وإنما المعنى :أننا نريد أن ندخل بمصر فى عهد جديد وكأنه فتح كما قالها أخ له فى تونس :(ستكون الخلافة الراشدة ) وهناك قال الجاهلون أو المغرضون ما قاله هذا اللواء .
رابعا:لم يتحدث اللواء -ولو بكلمة واحدة -عن وجوب الاتفاق وطرح الخلاف ومصلحة الوطن والالتقاء على أمر سواء بل كان كل كلامه عن وجوب القضاء على هذه الجماعة .
خامسا:اتهم الجماعة بأنهم صدروا كل الجماعات الإرهابية وأنها خرجت من عباءتهم وبهذا المنطق الأعرج يمكن أن نتهم الإسلام بأنه أخرج كل الجماعات التى تتكلم باسمه وتعيث فى الأرض فسادا ...وهذا جهل كبير لأن هناك فرقا بين المبادىء والأشخاص فليس معنى خطأ بعض الناس فى فهم الدين أن الدين خطأ هذا بالإضافة إلى أنه ليس لأحد حق التحدث باسم الإسلام والفقهاء المحققون يجمعون على أننا نحكم بمدى فهمنا للنصوص ومعنى هذا الإقرار بوجود أفهام أخرى من الممكن أن تكون صحيحة أيضا .
هذا عن حديث اللواء الأرعن أما الأستاذ الجامعى فكان حديثه هادئا علميا منطقيا لابتعصب لأحد يدعو إلى الحكمة ويرد الأمور إلى أصولها التاريخية والعلمية ولكنه كان يقاطع بلسان حاد شتام مما اضطر المذيع إلى الخروج بأقل الخسائر من النقاش العقيم ....... وما حدث فى هذا اللقاء يحدث مثله عشرات بل مئات اللقاءات التى تحاول أن تجمع بين متحدث لبق من أعداء الإخوان ومتحدث يظن أنه أقل لباقة من المنصفين وبالطبع ينتصر المتحدث المنصف اللبق وفى كثير من الأحيان ينتصر المتحدث غير المنصف على نظيره المختار وهذا هو المقصود ...ولاشك أن هذا الاتجاه الإعلامى المقصود يؤكد للمتلقى الواعى حقيقتين :
الأولى :أن هذا الإعلام مازال موجها غير حر .
الثانى :أن الهدف هو تشويه جماعة الإخوان بأى طريقة ومحاولة إسقاطها جماهيريا .
..وبمثل هذه المعاول معاول الهدم لايمكن أن تبنى مصر ,
التعليقات (0)