إسرائيل انتخابات مرتقبة
توجه لصناديق الاقتراع 5ملايين و800 ألف ناخب لاختيار 120 عضواً بالكنيست الإسرائيلي من بين 26 قائمة انتخابية , الانتخابات الإسرائيلية تشهد منافسة قوية بين نتنياهو رئيس الوزراء والمرشح عن حزب الليكود وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة ووزيرة العدل بحكومة الائتلاف وإسحق هرتسوغ عن الإتحاد الصهيوني الجناح اليساري , انتخابات شرسة فنتنياهو من جانب وتسيبي ليفني وإسحق هرتسوغ من جانب أخر, أطراف السباق الانتخابي يتنافسون على استقطاب مختلف الأحزاب الإسرائيلية فعيون المراقبين مسلطة على الخريطة الحزبية الانتخابية وما ستفضي إليه من متغيرات على مستوى خارطة الكنيست الهيئة التشريعية العليا بإسرائيل وسلطة صناعة القرار الإسرائيلي " رئاسة الوزراء".
تعدد الأحزاب السياسية أفضى لحالة سياسية فريدة من نوعها فالحكومة داخل إسرائيل حكومة ائتلافية في الغالب فالأحزاب تتفاوض مع الحزب الحائز على أكبر نسبة تمثيل في الكنيست وتشكل معه حكومة موازية داعمه للحكومة المٌشكلة النظام الإنتخابي الإسرائيلي يقوم على المشاركة لا المغالبة ويستند على نقطة أساسية وهي تقاسم الحقائب الوزارية والسلطة بين الحزب الحائز على أكثرية الأصوات وبين بقية الأحزاب , الحياة السياسية بإسرائيل متقدمة جداً ومرنة فقد تجاوزت النموذج البريطاني والأوروبي ولم تتأثر بالنماذج العربية المشوهة رغم أدلوجية الدولة وصراعاتها الداخلية والخارجية على الأرض والهوية ! .
للمرة الأولى يخوض العرب داخل إسرائيل الانتخابات الإسرائيلية بقائمة موحدة فعرب إسرائيل جزء من النسيج الاجتماعي للدولة و قرار الدخول في السباق الانتخابي قرار صائب خاصة بعد أن كان العرب يسلكون مسلك الدخول الفردي وليس القائمة الموحدة , المحافظون والعلمانيون والاشتراكيون والمدافعون عن حقوق المرأة توافقوا هذه المرة وشكلوا قائمة ستكون ذات ثقل وصوت داخل الكنيست الإسرائيلي الهيئة التشريعية العليا بدولة إسرائيل .
القائمة العربية الموحدة فاجأت الشارع الإسرائيلي والمراقبين من خارج إسرائيل فالمحافظ والإشتراكي والمدافع عن حقوق المرأة والعلماني اجتمعوا بقائمة واحدة بعد أن كانوا مشتتين داخل الخارطة السياسية الإسرائيلية , نسبة العرب داخل إسرائيل 20 % أي ما يعادل المليون وستمائة ألف نسمة , تلك النسبة بحاجة لقائمة موحدة تناضل من أجل الحقوق ومن أجل الهوية ومكافحة التمييز العنصري , لو أن تلك القائمة حازت على 13% من مقاعد الكنيست فإنها ستكون ثالث أقوى كتلة بالكنيست عندئذِ ستساهم في تغيير الخارطة السياسية الداخلية وستكون ذات تأثير وحضور داخل صناعة القرار الإسرائيلي وهذا ما يتمناه عرب إسرائيل وغيرهم .
الانتخابات الإسرائيلية لم تتجاوز الشعارات القديمة فبعض الأحزاب كحزب الليكود وحلفاءه يعزف على وتر النووي الإيراني ويهودية الدولة وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية عكس الأحزاب والقوائم الأخرى التي باتت تولي الأمن القومي الإسرائيلي اهتماماً وترى أن أمن إسرائيل يبدأ من إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جانب والعرب وإسرائيل من جانب أخر.
إسرائيل الدولة التي تحتل أجزاء من المنطقة العربية وتعيش على أنغام الإنقسامات والصراعات العربية العربية والفلسطينية الفلسطينية تقدم للعالم العربي دروساً نموذجية في العملية السياسية والاقتصادية والتعليمية والفكرية والصناعية والعسكرية على الرغم من خوضها حروب وصراعات , تقدم إسرائيل اليوم نموذج للعالم انتخابات سلسة وهدوء فريد ومشاركة لا مغالبة وفرص متساوية للجميع وهذا سر بقائها وصمودها فلولا تلك العوامل لكانت إسرائيل مشتتة ضعيفة تقبل أي مبادرة وترتمي بأحضان الآخرين , إسرائيل تستمد قوتها من مجتمعها وليس من مكان أخر وهذا ما جعلها بموقف الصامد وليس بموقف الضعيف .
الحكومة الإسرائيلية القادمة ستواصل العمل والتركيز على ملفات هامة وحساسة فالمفاوضات الإيرانية الأمريكية والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية والمفاوضات الغير مباشرة بين حماس وتل أبيب التي أطلقها نتنياهو قبل عدة أشهر فالخطط الإستراتيجية لا تتأثر بنتائج الانتخابات وتلك ميزة أخرى بإسرائيل الدولة التي توجها لها الشتائم والدعوات بالهلاك منذ سبعون عام تقريباً .
أسابيع قليلة تفصل المراقب عن الحكومة القادمة بإسرائيل ترقب وانتظار خاصة مع دخول عرب إسرائيل قوائم معترك الحياة السياسية بقائمة موحدة سيكون لها تأثير وحضور كبير رغم غضب البعض وصراخ من لا يجيد فنون اللعبة السياسية .
التعليقات (0)