إستراتيجية حركة حماس !!

 ترحّب حركة حماس بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 سلميًّا ، من دون سفك دماء وبعيدًا عن الحروب. وقد يتحقق هذا الخيار إن تدخّلت الولايات المتحدة أيضًا، والمجتمع الدولي بقوة ، لإرغام إسرائيل على ذلك. ولكن لا ضمان حدوث مثل هذا الاحتمال.

وحيث يقول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس تأمرنا مبادئنا الإسلامية بتنفيذ العمليات الأقل تكلفةً والأكثر سلمًا مع أقل عدد من الإصابات. ولكن ثقة الشعوب في المنطقة في هذا الاحتمال ضعيفة جداً ، لأنها لم تر حتّى اليوم أي موقف دولي يجبر إسرائيل على القيام بذلك. ولذلك إعتمادة حركة حماس خيار المقاومة كونها الوسيلة التي ستجبرها على الانسحاب.

ويقول حماس حركة مقاومة وطنية ، لكننا نعتمد المقاربة الفكرية الإسلامية لأننا جزء من المنطقة الإسلامية والعربية. ومعركتنا هي ضد الاحتلال الإسرائيلي فحسب، ولا ننفذ أي عمليات عسكرية في مكان آخر في العالم. وليس لدينا في العالم أعداء سوى إسرائيل. وقد تكون السياسات الأميركية خاطئة في نظرنا، لكننا لسنا على خلاف سوى مع السياسة الإسرائيلية , بمعنى آخر ، لا نمارس المقاومة كخيار مفتوح سوى في أراضينا وضد إسرائيل، ولا نشنّ أي حرب دينية، ولسنا ضد اليهود أو المسيحيين، ولا نهاجم ديانتيهما في بياناتنا. ونحن نقاوم فحسب من يحتل أراضينا ويهاجمنا. وأعني بذلك هذه المنطقة لا سيما فلسطين لأنها مهد الأنبياء والأديان، ولأنها عاشت في تسامح مطلق مع الجميع على مر السنوات. 

 هذا هو باختصار موقف حركة حماس الإستراتيجي الآن. ويمكن  القول بأن حركة حماس قد تغير رسمياً موقفها منذ توقيع اتفاق القاهرة للفصائل الفلسطينية في عام 2005م, وكما يمكن أن نقول أيضاً في هذا الاتجاه. أن حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة ترسل من حين  لآخر رسائل إلى المجتمع الدولي ولا سيما إلى الولايات المتحدة الأمريكية حول استعداد الحركة للتعامل مع المجتمع الدولي في المواضيع المتعلقة في المنطقة ولا سيما في الموضوع الفلسطيني التى ترغب حركة حماس أن تكون جزءاً من مشروع التسوية الجارية.                                     

ملاحظة : مازالت حركة حماس لا تريد إنهاء الإنقسام والمصالحة, ومازالت تحافظ على إرتباطاتها الإقليمية للحفاظ على مشروعها في غزة, ومازالت تصر على طرح نفسها البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية. أم عن الحديث الجاري الآن من حركة فتح وعن الجهود الكبيرة المبذلة إتجاه إنهاء الإنقسام من فتح , ستبقى من جانب واحد ولن تأتي في نتيجة وستبقى حركة حماس في غزة حتى إشعاراً آخر.