مواضيع اليوم

إخوان الجزائر.. هل سيكونون الاستثناء؟

الخير شوار

2011-11-26 20:50:07

0


الإخوان المسلمون بتشكيلاتهم الدولية و/الإقليمية/ في الجزائر وبعد أن كانوا الأقرب إلى الحكم من نظرائهم المغاربيين، في ظل استئصالية نظام بن علي في تونس و/جماهيرية القذافي/ وملكية المغرب التي تخول الملك صلاحيات شبه مطلقة، أصبحوا الآن آخر من يصل إلى الحكم بعد التحولات الجذرية التي جاء بها الربيع العربي. لقد تحولت المنطقة إلى بؤرة لسيطرة الإخوان على الحكم، فهل ستكون الجزائر استثناء مغاربيا؟ ومن هم إخوان الجزائر الذين يمكن أن يصلوا إلى الحكم؟
ارتبطت حركة الاخوان في الجزائر بالانشقاق الكبير الذي حدث في سبعينيات القرن الماضي، إثر النزاع على زعامة الفرع الجزائر للتنظيم العالمي بين الراحل محفوظ نحناح والشيخ (الشاب) عبد الله جاب الله زعيم جماعة الشرق، وبعد أن خسر جاب الله المعركة أعلن نشأة التنظيم الإقليمي (المحلي) للإخوان. إنه الانشقاق الذي أثّر على /الجماعة/ التي لم تستفد من ربيع الديمقراطية الجزائري حيث فوجئت بتأسيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ السلفية المنشأ والتي آلت قيادتها بعد ذلك إلى تيار /الجزأرة/، وعندما لجأ التنظيم العالمي إلى تأسيس حركة حماس وأسس الإقليميون حركة النهضة كان القطار قد انطلق، لكنهم حاولوا التدارك عندما ألغي المسار الانتخابي ودخلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ مرحلة السرية وتفكك تنظيمها، وانطلاقا من تلك اللحظة اختار الراحل محفوظ نحناح /المشاركة/ في السلطة انطلاقا من الانتخابات الرئاسية لسنة 1995 وما تبعها من انتخابات وأعطيت له بعض الحقائب الوزارية غير السيادية. كان الراحل محفوظ نحناح من خلال حركة حماس ثم حركة حمس يراهن على هذا المبدأ من أجل الوصول إلى السلطة تحت شعار /التغيير الهادئ/، في وقت اختار غريمه جاب الله التراوح بين المشاركة والمقاطعة وطمح الإثنان في الاستفادة من القاعدة الكبيرة التي كانت تؤيد الحزب المحظور.
راهن الإخوان على عامل الوقت استلام السلطة، وراهنت السلطات على العامل نفسه من أجل انتزاع قوتهم، وبدا أن الرهان الثاني هو الذي انتصر ولو بشكل مؤقت، حيث تراجع الوعاء الانتخابي للإخوان بمختلف تشكيلاتهم مع كل موعد انتخابي، وزيادة على العوامل الموضوعية الخارجية التي أثرت على صورة الإخوان فإن عوامل داخلية لعب دورا كبيرا في هذا التراجع، ولم يعد الإخوان بعد كل هذه السنين ممثلين في تشكيلتين رئيسيتين، بل انشق الفرع إلى فروع، وحركة النهضة التي كانت عنوان الإخوان الإقليميين، دخلها الانشقاق في نهاية تسعينيات القرن الماضي عندما انسحب منها جاب الله ليؤسس حركة الإصلاح الوطني الذي شهدت هي الأخرى صراعا داخليا وأصبح لها رأسان مع أن الشرعية الرسمية كانت لدى خصوم جاب الله الذي أعلن مؤخرا تأسيسه لحزب جديد تحت مسمى /جبهة العدالة والتنمية/ ولم تسلم حركة الإصلاح من انشقاق آخر إثر الخلاف الذي تحول إلى معارك بين جناحي محمد جهيد يونسي من جهة وميلود قادري من جهة أخرى، وقبلهما أعلن الامين العام السابق جمال بن عبد السلام خروجه من الحزب ويعلن عن تأسيس حزب جديد تحت مسمى /جبهة الجزائر الجديد/، ولم تسلم حركة حمس ذات المرجعية /العالمية/ من الانشقاق فقد انقسمت قيادتها السابقة كما لم تنقسم من قبل ونشأت عنها حركة جديدة تحت مسمى /حركة الدعوة التغيير/.
لقد تفرق إخوان الجزائر إلى أحزاب مختلفة إلى درجة يصعب من خلالها تحديد من يمثل الإخوان في هذا البلد. والإخوان الجزائريون الذين كانوا الأقرب إلى السلطة من نظرائهم فيب المنطقة أصبحوا آخر من يحقق ذلك. إن نجحوا طبعا.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !