أيها الرئيس .. قاوم ..لا تساوم
التاريخ : 31/10/2009
كتب حسن عصفور / لا يعرف أحد مدى حجم الضغط السياسي الذي ينهال على الرئاسة الفلسطينية في الفترة الأخيرة ، وربما منذ أن تم عقد لقاء جنيف 2 بين مبعوث الادارة الأمريكية ووفد قيادي من حركة حماس برئاسة د. الزهار ، وما أظهرته الحركة من مرونة سياسية غير مسبوقة في القضية المركزية الراهنة حول اقامة الدولة الفلسطينية التي يمسك بها أبو مازن كرئيس للشرعية الفلسطينية ، بمختلف تعبيراتها منظمة وسلطة ، وبالتالي رفضه المطلق لمشروع الدولة المؤقتة ، في حين تتعاطى معه حركة حماس ايجابا دون أي وخزة ضمير سياسي ما دام أهل الفتوى جاهزون .
ضغط يعبر عنه الرئيس في الآونة الأخيرة في مجمل أحاديثه ، ولعله اكتشف ذلك ، ليس من رحلة د. عريقات الأخيرة التي كشفت المستور كله، بل منذ وصلت له محاضر لقاءات بيكريننغ – الزهار ، ثم لقاء كارتر مع قيادة حماس عندما أعلنت حماس عن أنها ستشكل قوة ردع لكل القوى المتطرفة , ستقوم بحراسة حدود قطاع غزة بكل قوة وأنها ستصبح آمنة ، كما الجولان وجنوب لبنان ، وهو ما شكل بشارة سياسية أخرى لأمريكا وبالتالي ينتقل كلا الموقفين ، التعاطي الايجابي مع مشروع الدولة المؤقتة و الحراسة الأمنية ومقاتلة كل خطر محتمل عليها ليشكل خريطة طريق جديدة لتل أبيب .
الضغوط الأمريكية ، وللأسف هناك بعض عرب ، يشاركون بها ربما بحسن نية أو سوءها ، فتلك علمها غيبي ، لا تنتهي وكأنها تريد أن تصل الى خيار إما الرضوخ والاستسلام غير الكريم أو البحث عن من هو جاهز.. واشنطن وتل أبيب وبعض الطامحيين عربا لانهاء المشروع الاستقلالي الوطني الفلسطيني ومعهم حماس واخواتها من قوى الاسلام السياسي وقواعد تتحضر لما بعد شهر ديسمبر ( كانون اول القادم) ، يصيغون مواقفهم على حساب جوهر الكيانية الفلسطينية ومشروعها التاريخي .. مرحلة تشبه تلك التي سبقت مؤتمر مدريد عندما اصطف الكثيرون لاذابة منظمة التحرير لمصلحة بعض من الوطن وتجاهل القدس رمزا وحضورا ، محاولة انتاج توصيات دينس روس في تقريره الهام جدا العام 1988 للخلاص من منظمة التحرير تاريخا ومشروعا وتمثيلا والبحث عن صيغ تمنع وجود دولة مستقلة للشعب الفلسطيني ولتفكروا بكل الصيغ الممكنة عدا هذا الخيار .
ضغوط ربما لا تشبه اعادة احتلال الضفة الغربية وحصار الرمز الخالد ياسر عرفات ، اثر عملية لحركة حماس ليلة الحصار ، استخدمتها تل أبيب وسيلة عبور لمشروعها التصفوي .. لكنها لا تخلو من مضمونها ، هي ذات الرسالة وإن اختلف شكلها .. حرب على الشرعية التاريخية للشعب الفلسطيني التي أعادت الاعتبار للهوية الوطنية الفلسطينية وامكانية بناء الكيانية المستقلة المفقودة .. حرب على الشرعية الوطنية بمشروعها العام الذي انطلق بداية العام 1964-1965 وتطور في رؤية تاريخية العام 1988 ، تلك كانت رعبهم الحقيقي ، هم من اغتال راببن لتوقيعه اوسلو واغتالوا عرفات لحلمه باكمال مسار الاتفاق لنهايته الاستقلالية .. ويبدو أن رموز التسوية العادلة لم يعد لهم مكانا في رؤية ابو حسين الجديدة .. اربكهم موافقة الرئيس عباس على توقيع المصالحة فهددوه ، وقع المرسوم الانتخابي ففتتحوا له معركة الأقصى ، وقبلها حاولوا بلعبة اللقاء الثلاثي ثم تأجيل التقرير اهتزاز صورة الرئيس ، لم يحسبوا حساب الاستدراك العباسي ، فحدث الارباك العام في مخططهم ..
اليوم يتحدثون عن نصف رغيف خير من رغيف .. تناسوا ان ما بات لنا في سياق المساومة التي لم تكتمل اصلا هو أقل من ربع الرغيف .. يريدون الان منح الفلسطيني ثمن الرغيف .. فهل من مكان لك بهذا الثمن (1/8) ايها الرئيس .. لا تستمع لمن يقول اقبل فلا خيار .. هناك كثيرا منها فلن تنجح حماس أن تكون بديلا ، فالفلسطيني بات أكثر وعيا مما كان.. قاوم وانت رمز للمساومة المقبولة .. لا تساوم على ما انت تعرف انه ليس سلاما خير من غيرك .. قاوم بقدر معرفتك للحقيقة السياسية .. وعندما تعد الى أرض الوطن لتعقد لقاءا وطنيا قرب ضريح الرئيس الراحل الرمز ياسر عرفات قبل حلول ذكرى غياب رؤيته ..
ملاحظة : د. شلح هل خطابك في ذكرى الشهيد شقاقي عودة للأصل أم حالة انفعال مع روح غزة التي حضرت رغم المطر والقمع الحمساوي لتقول لا نريدهم .. هل تكون عودة الروح لك .. أمل ربما يحدث .
التعليقات (0)