أذكر -وأنا طفل-أن أمى كانت تضع أبى -رحمه الله -فى الاعتبارالأول ..وأن بكاءنا وأحيانا صراخنا لم يكن يعيقها عن الإسراع بتلبية مطلب أبى ولو كان ثانويا يمكن تأجيله لدقائق ..وكانت أمى -حفظها الله -تفعل ذلك بوحى الفطرة والتربية فهى لم تتلق أى قدر من العلم ومع ذلك فلم يحدث أبدا طيلة حياتها مع أبى التى امتدت خمسين عاما أن تركت البيت غاضبة ولم يحدث أبدا أن ضربها أو وجه لها لفظة مهينة...أقول هذا لزوجات اليوم اللاتى يلبسن لباس المحبين فترة الخطبة وشهر العسل ثم تنشغل الزوجة باهتمامات أخر...حتى إذا جاء الوليد الأول تبدل الحال واحتل سيادته المركز الأول وتدحرج الزوج إلى المكان الثانى وربما الثالث وربما إلى لامكان ...أما عن الزوج فقد يعد الأمر معتادا لفترة ما ثم يصبر ثم يتصابرثم لايجد بدا من لفت نظر زوجه وعندها يسمع الجواب المعتاد :وهل أنشغل إلا بأولادك ؟ألا تقدر ما أبذله من جهد ؟إننى أطبخ وأغسل وأكنس ولم أتكلم ولو كانت خادمة لاشتكت ...ثم تندمج فى فصل طويل من البكاء وربما التشنج ....ولايجد المسكين مناصا من الاعتذار والاعتذار لعلها ترضى ...أيتها الزوجة المحترمة:أنت تطبخين وتغسلين وتكنسين بيتك وزوجك فرد واحد من أفراد الأسرة فلماذا يتحمل وحده جميلك هذا ؟وهل تظنين أن مهمتك الأصيلة هى الطبخ والغسل والكنس ؟ إن الخادمة -كما قلت أنت -يمكنها أن تقوم بكل ذلك ولكنها لايمكن أن تقوم بمهمات الزوجة..فهل سألت نفسك عن تلك المهام ؟ إنها السكن..والأنس والمودة والرحمة استمعى قول ربك جل وعلا "ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "فهل تفكرت فى معنى "لتسكنوا إليها"؟لماذا "إلى "وليس (مع) ؟لأن الإنسان قد يسكن مع زميل أو جار أو أجنبى ..زأما الزوج فيسكن إلى زوجه وكأنى ب"إلى "تمثل الطرف الآخرالذى يكون دعامة يعتمد عليها شريك حياته فإذا سقطت هذه الدعامة سقط ..هذا هو واجب الزوجة الأصيل أن تكون دعامة نفسية وجسدية لزوجها كما يجب أن يكون هو كذلك ...وبهذا الفهم وحده تنحل كل العقد ..وإذا كان للزوج المقام الأول فلن يكون ذلك على حساب الأولاد بل يدعمهم .........
لذا أقول لزوجات اليوم :انتبهن لهذا الأمر..وتأكدن أن التفريط فى مقام الأب يفرض عليه أحد أمرين :إما أن يتقبل الأمر وينطوى على نفسه مجترا خيبة أمله فينعكس ذلك صمتا طويلا وعبوسا ثقيلا ..وإما أن يرفض الاستكانة ويثور ويعنف بما قد يؤدى إلى هروبه إلى أخرى أو انهيار الأسرة ..إنها نهاية كارثية يمكن للأزواج الأذكياء تلافيها بشىء من الكياسة والحكمة ومعرفة الحق لأصحاب الحق ...فيا أيتها الزوجات الأمهات :انتب................................اه .
التعليقات (0)