كلماتٌ حائرة ودموعٌ منهمرة تُراق وتسكب من أجلك أيها اليتيم العراقي وأنت تعامل كما تعامل النملة في بلدٍ غني ونفطي ومن أغنى بلدان العالم فكم من معاناة وكم مأساة يعيشها أيتام العراق الحبيب ؟ وكم أموال صرفت وأهدرت على مسائل وأشياء تافهة بدون وجه حق في بلد العطاء وبلد الإخاء وبلد الأنبياء والأوصياء النجباء (عليهم السلام) ،فبعد أن أخذت الحروب والأزمات وصراعات الساسة العراقيين وما خلفته من حجم الدمار على مختلف المجالات والأصعدة ها هو اليتيم العراقي ينادي بلسان الحال والمقال (و أما اليتيم فلا تقهرْ) مبدأ وقانون ألهي خالد وباقٍ على مر العصور والأزمان فهاهم أيتام العراق يعانون من واقعٍ بائسٍ ومستقبل مجهولِ من يسكن أنينهم ؟ ومن يطفأ لوعتهم على فقد أبيهم ومعيلهم الذي أخذته يد المنون ؟ ومن يدخل الفرحة والبهجة والسرور على هذه الشفاه الحزينة الذابلة التي لم تذق حلاوة الماء البارد المعين؟ ولم تسعد كباقي أقرانهم بفرحة العيد ففي بلد يشهد أعلى نسبة في الأيتام حيث بلغت الإحصائيات الأخيرة لعدد الأيتام في العراق إلى ما يقارب الخمسة ملايين طفل يتيم مع الأخذ بنظر الاعتبار إن عدد الأيتام في الوطن العربي ككل بلغ نسبة الما يقارب 6 ملايين طفل يتيم وأثبتت وزارة حقوق الإنسان و مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان صحة هذه الأرقام ولكن هل يعلمُ الجميع إن ما يعانيه أيتام الوطن العربي أهون بكثير مما يعانيه أيتام العراق ومن المضحك والمخزي والمعيب بأننا نجد في الدستور العراقي فقرة تقول: (المادة 34 بان تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة ويحظر الاستغلال الاقتصادي للأطفال بصوره كافة، وتتخذ الدولة الإجراءات الكفيلة بحمايتهم، فيما حددت المادة 36 بان الدولة تكفل الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حالات مختلفة من ضمنها اليتم وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم، وينظم ذلك بقانون). لكن هنا السؤال يأتي ويقول : أين حقيقة هذه التشريعات والقوانين التي وضعها القانون العراق لتكون واقعا عملياً وملموساً لليتيم العراقي المسكين المقهور المغلوب على أمره فكم من معاناة وكم من مأساة يئن منها أيتامنا ؟ وحتى المؤسسات المدنية التي تدعي أنها تأسست من اجل الدفاع عن الطفولة وعن الأيتام بالرغم مما تدعيه إلا أنها لم تلعب دورا واضحا بل وجدنا الكثير منها أما طالبا للشهرة والمال وأما أصبح تابعا لجهات حكومية أو حزبية أو فئوية الغرض منها القضاء على أحلام أيتام العراق فمتى سيكون المسؤولون والسياسيون العراقيون على قدر المسؤولية لإنصاف هذه الشريحة المقهورة المظلومة في بلدٍ عريقٍ في بلدٍ معطاءٍ في بلد الحضارات والبلد الذي يطفو على انهار وبحيرات من النفط والمعادن الأخرى فكفالة اليتيم لها شرفها وفضلها وثوابها والجميع قد سمع وقرأ حديث الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)
(أنا وكافل اليتيم كهاتين) ( أي الجنة) هذا واقعٌ خطيرٌ ومهولٌ في نفس الوقتِ فقصص أيتام العراق كثيرة لو سردناها لكانت كتابا قائما بذاته فمنهم من يتسول في الشوارع ويطلب المال من الآخرين لسد عوزهم وجوعهم ومنهم من انحدر إلى مهاوي الردى والانحراف ليسرق جيوب الآخرين منهم من يعمل كناسا ليأتي في مساء اليوم بطعام إلى أخوته وأمه ومنهم يبحثُ في النفايات لعلهُ يجدُ كسرة خبزٍ أو قطعة لحمٍ قد أنهكتها الرياح والإمطار ليلتذ بها فأي مأساة يعيشها أيتام العراق؟ وعلى مرأى ومسمع المسؤولين العراقيين لان المسؤولية يشتركُ بها الجميع الساسة والنواب ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وحتى نحن أيضا فهم أمانة بأعناق الجميع فالحال الذي وصلوا إليه نتيجة لتمتع ساسة الفساد والصراعات بخيرات وثروات هذا البلد وتكالبهم على المناصب والكراسي وتركوا الشعب وهمومه ومعاناته وقسوة العيش هذه رسالة مفتوحة لكل شرائح المجتمع العراقي للساسة للمثقفين للتربويين للعلماء لرجال الدين لشيوخ العشائر لمنظمات حقوق الإنسان لمنظمات المجتمع المدني (أيتام العراق من يداوي ويضمدُ جراحهم ومن يرسم البسمة على وجوههم فالمسؤولية مضاعفة والعمل لايضيع عند الله تعالى) ومن يعمل مثقال حبه خيرا يره وفي الختام نسأل الله تعالى إن يحفظ أيتام العراق وإن يطالبوا بحقوقهم كباقي أقرانهم في بقة الدول فهم محتاجون من ينقل همومهم ومعاناتهم إلى حكامهم لعلهم يرشدون ويهتدون ويعقلون
التعليقات (0)