أوباما.. يا أوباما..
لا أعرف تماما لماذا ينظر العرب الى الولايات المتحدة الأمريكية في كل ما يتعلق بمستقبل الشرق الأوسط؟. وأية دروس يتعلمها صانعو القرار في العالم العربي من تجربة الانتظار التي تتجدد مع قدوم أي رئيس جديد الى البيت الأبيض؟. اللافت أن رؤِساء أمريكا يأتون ويذهبون تباعا، بينما الحكام العرب قابعون قاعدون على أنفاس شعوبهم، حيث يتكرس نفس الواقع، ويتأجل كل أمل في التغيير و التطلع الى غد أفضل. وبعد مرور أكثر من سنة منذ تولي باراك أوباما مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، مازال العرب ينتظرون بركات العم سام لنجدتهم و حل مشاكلهم المستعصية.
المنطق العربي غريب وعجيب حقا. حيث تتكرر نفس المواقف و نفس الأخطاء دائما. اذ تتوجه الأنظار كل مرة الى البيت الأبيض( وبالضبط الى ساكن هذا البيت)، وكأن حل القضية الفلسطينية مثلا يرتبط بموقف شخص الرئيس الأمريكي وحده. وللعرب كل العذر في هذا الشأن، فهم يتناسون أن أمريكا ليست ضيعة للرئيس يفعل فيها ما يشاء...فحينما نتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية، نكون ازاء دولة مؤسسات، والرئيس موظف سامي، مهمته تنفيذ السياسة العامة للدولة وفق مقتضيات فلسفة براغماتية تضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار. لذلك لا يملك أوباما أو غيره عصا سحرية تخلص العرب من شوكة اسرائيل وتفرض الأمن والسلام في الشرق الأوسط. وقد آن الأوان ليترجم العرب مثلهم القائل " ماحك جلدك مثل ظفرك. " عمليا على أرض الواقع. أما الوقوف على أعتاب البيت الأبيض لاستجداء عطف أوباما فلن يجدي شيئا. وقد تتبعنا خلال الأيام الأخيرة تصريحات " هيلاري كلينتون "، وهي توجه نقدا لاذعا للأصوات التي تنادي بسحب مبادرة السلام العربية عقب التصعيد الاسرائيلي الأخير في ملف القدس والمستوطنات. ونحن نعلم أن الابقاء على المبادرة، كما تم التأكيد على ذلك أكثرمن مرة من طرف عدد من الزعماء العرب، جاء نتيجة ضغوط أمريكية... وهكذا يواصل العالم العربي رحلة انتظار قرار أمريكي قد يأتي أو لا يأتي. ( وهو على كل حال لن يأتي). وفيما نشرئب الأعناق الى أمريكا ، يبدو أن " أوباما " ضجر من هذا الأمر، لذلك كتب بقلم الشاعر الكبير " أحمد مطر " رسالة الضجر الى العرب يقول فيها :
" من أوباما...
لجميع العرب شعوبا أوحكاما
قرع طناجركم في بابي
أرهقني وأطار صوابي...
( افعل هذا يا أوباما...
أترك هذا يا أوباما...
أمطرنا بردا وسلاما
يا أوباما.
وفر للعريان حزاما
يا أوباما.
خصص للطاسة حماما
يا أوباما.
فصل للنملة بيجاما
يا أوباما...)
قرقعة تعلك أحلاما
وتقيء صداها أوهاما
وسعار الضجة من حولي
لا يخبو حتى يتنامى. "
هذا هو حال لسان أوباما. انه منشغل بقضايا وتحديات أكبر بكثير من المطالب العربية. فهل بلغت الرسالة؟.
محمد مغوتي.18/04/2010.
التعليقات (0)