الحُسْنُ أسفرَ بالحجابِ
فمالها حُجُبُ النفورْ
نزلت على وجهِ السفورْ؟
واهًا...
أرائحة الزهور
تضيرُ عاصمة العطورْ؟
أتعـفّْ عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ؟
أيضيقْ دوح بالطيورْ؟!
يا للغرابة!
لا غرابهْ
أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ
أنا نغمة جرحت خدود الصمت
وازدردت الرتابهْ
أنا وقدة محت الجليد
وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ
أنا عِفة و طهارة
بينَ الكلابْ
الشمس حائرة
يدور شِراعُها وَسْطَ الظلام
بغير مرسى
الليلُ جن بأفقها
والصبحُ أمسى!
والوردة الفيحاء تصفعها الرياح
و يحتويها السيل دَوْساً
والحانة السكرى تصارع يقظتي
و تصب لي ألماً و يأساً
سأغادرُ المبغى الكبيرَ و لست آسى
أنا لستُ غانية و كأساً!
نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا
نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها
جَسَدًا ونفْساً
نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ
ذُكِرَتْ لتُنسى
مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ
واتركي أن تتركيها
قري بمملكةِ الوقارِ
وسَفهي الملِكَ السفيها
هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها
وجميلة ما دُمتِ فيها
هي مالَها من مالِها شيء
سِوى (سِيدا) بَنيها!
هي كلها ميراثُكِ المسروقُ:
أسفلت الدروبِ،
حجارةُ الشرفاتِ،
أوعيةُ المعاصِرْ.
النفطُ،
زيتُ العِطرِ،
مسحوقُ الغسيلِ،
صفائحُ العَرباتِ،
أصباغُ الأظافرْ..
خَشَبُ الأسِرةِ،
زئبقُ المرآةِ،
أقمشةُ الستائِرْ..
غازُ المدافئِ،
مَعدنُ الشَفَراتِ،
أضواءُ المتاجرْ..
وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ
هي كلها أملاكُ جَدكِ
في مراكشَ
أو دمشقَ
أو الجزائِرْ!
هي كلها ميراثك المغصوبُ
فاغتصبي كنوزَ الاغتصابْ
زاد الحسابُ على الحسابِ
وآنَ تسديدُ الحسابْ
فإذا ارتضتْ..أهلاً..
و إنْ لم ترضَ
فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ
من قصيدة قمر توشح بالسحاب
للشاعر (العراقي) (الحر)
أحمد مطر
.. ما يضيرهم من الحجاب أو النقاب وهم يبجلون القحاب !
.. ما يضيرهم من غطاء رأس لمن تريد ألا تكون مثلهم بلا لباس !
.. ما يضيرهم ممن تستتر بقطعة قماش وهم يتناقلون من فراش إلى فراش !
.. ما يزعجهم من (خيمة) على جسد إمرأة وهم ألجأوا شعوباً بأكملها لتعيش في الخيام!
.. ما يضيرهم من الطاهرة إن أبت أن تكون عارية أو داعرة أو حتى عاهرة !
.. ما يضيرهم من لباس الراهبات .. ومن حجاب المسلمات !..
صدق الشاعر (العراقي ) (الحر ) أحمد مطر ..
هي كلها ميراثك المغصوب .. فاغتصبي كنوز الاغتصاب ..
زاد الحسابُ على الحسابِ
وآنَ تسديدُ الحسابْ
فإذا ارتضتْ..أهلاً..
و إنْ لم ترضَ
فلترحل أوربا عن أوربا نفسِها
إن كانَ يُزعجُها الحجابْ ....
التعليقات (0)