أولا أقدم اعتذارى للمطرب الشعبى المصرى شعبان عبد الرحيم الذى اكتسب شعبية واسعة بعد أغنيته - أنا باكره اسرائيل - التى عزف بها على أوتار شعب يبحث عن منفذ لتسريب إحباطاته وهوان حياته , وهذا المنفذ مفتوح دائما وهو كراهية إسرائيل ومن وراء إسرائيل , من أول أمريكا إلى آخر دولة أوربية على الخريطة , أقول ذلك للأسباب الآتية - 1 - انا لست طامعا فى منصب أو وظيفة قد احرم منها لتصريحى بعدم كراهيتى لإسرائيل , وهنا أستحضر أحد الشروط العنترية الشريفة التى وضعها أعضاء مجلس الشورى المصرى لاختيار رؤساء تحرير الصحف الحكومية الجدد , يقول الشرط - وألا يكون المتقدم قد ارتكب خطيئة التطبيع مع العدو الإسرائيلى - شوفوا البلاغة - خطيئة - 2 - شجعنى على هذا التصريح الوخيم العواقب ما ذكرته الأنباء منذ أيام من أن وزير الدفاع المصرى قد اتصل بنظيره الإسرائيلى مؤكدا له التزام مصر بعملية السلام , وأن العملية العسكرية فى سيناء لا تهدف إلا القضاء على البؤر الإجرامية . وهنا أريد أن أسأل جهابذة مجلس الشورى , ألا يعتبر اتصال وزير الدفاع بنظيره الإسرائيلى تطبيعا , ألم يقل الوزير لنظيره - بنجور أو شلوم ؟ أم انه شخط فيه وهو يبلغه رسالة التطمين ؟ ! - 3 - أنا أعتبر مسألة التطبيع مع إسرائيل أحد أعراض حالة الفصام المصرى , وهى حالة موجودة من عهد مبارك الذى كان يريد أن يرضى جميع الأطراف لأنه كان يفتقد الرؤية سوى رؤية مقعد الحكم له ولوريثه , وحيث سبق أ ن كتبت أن مبارك هو الذى مهد الأرض المصرية لاستيلاء الإخوان عليها , فقد ترك لهم حرية شتم إسرائيل ولعن أمريكا ومهاجمة كل من تلصق به تهمة التطبيع مع إسرائيل , ووقف معهم فى نفس الخندق الأصوليون الناصريون المفلسون ولكن بعد وصول الإخوان للسلطة أصبحوا أسرع هرولة فى طريق التطبيع متناسين بذلك عنترياتهم وشعاراتهم الوهمية - 4 - يبقى السؤال كيف يكون لنا سفارة فى إسرائيل ولدينا سفير هناك , ويتصل وزير دفاعنا بنظيره الإسرائيلى , بينما يحظر على صحفى أو فنان أن يقوم بنفس الشئ وإلا طرد من النقابة ؟ ! أليس هذا هو الفصام نفسه ؟ , ومن غريب ما يحكى أن فلاسفة الكراهية يقولون - إن الحكومة تطبع كما ينص الاتفاق بين البلدين ولكن لا أحد يرغم الشعب على التطبيع , أليست الحكومة ممثلة للشعب ؟ ثم لماذا ترغمون أنتم غيركم على عدم التطبيع ؟ وإذا كانت الحكومة تقوم بعمل يرفضه الشعب فلماذا لا يسقطها ويأتى بأخرى تعلن الحرب على إسرائيل ومن وراء إسرائيل ؟ , إنها كما قلت أحد أعراض حالة الفصام الضارب فى تربتنا . من هنا فلست مضطرا لكراهية دولة بين وطنى وبينها اتفاق سلام , ويتصل قادة وطنى بقادتها , وأنها لا تزال تحترم هذه الاتفاقية , كما أنها لم تعمل على انتهاك حدودنا , وسفك دماء جنودنا ,و لم ترتكب خطيئة حصد أرواحهم وهم على طعام الإفطار فى رمضان حتى يكون التطبيع معها خطيئة , ويبقى أننى صدقت ما كان يقال من أن إسرائيل هى واحة الحرية فى صحراء الاستبداد العربى , بعد أن ثبت ذلك بألف دليل , ومن هنا , أكرر - أنا لا أكره إسرائيل - ولو كره المتشنجون
التعليقات (0)