لا أدري إن كانت لجنة جائزة (نوبل) العالمية تدري أم لا، أن اليوم هو يوم (جمعة) ـ أي عيد (المسلمين) الأسبوعي الذي يؤمنون بأن ربّ العزة خلق فيه أبا البشر آدم، وفيه أدخله نعيم الجنة وفيه أخرجه منه، وفيه أيضا تُقوم الساعة ـ حتى تُفاجأهم فيه بمنح أحدهم جائزة نوبل للسلام ؟!..
ولاأدري إن كانت لجنة جائزة نوبل قد تعمّدت مُفاجأة العرب في ظِل ربيعهم الثوري، المُناهض للظلم والإضطهاد، والمُطالِب بعيشهم في أوطانهم بحرية وكرامة وأمان وسلام، بمنح (مناضلة) مِن بينهم ـ عرفها الشعب اليمني صغيره وكبيره بالوقوف إلى جانبه، ومنذ بداية معركته (السلمية) البيضاء في وجه النظام العائلي المُستبد ـ أغلى وسام عالمي للسلام ؟!..
توكّل كرمان ـ لمن لا يعرفها ـ هي إمرأة عربية، مُسلمة، (مُحجّبة)، لم تمنعها عروبتها ولا إسلامها ولا حجابها الشرعي، مِن التلألؤ في سماء القرن الحادي والعشرين، نجمةً ليست مُتبرجة بمساحيق التجميل كنجوم هوليوود الغرب، ولا بوليوود الشرق، ولا راقصة من راقصات هز الوسط .. بل أيقونة سيتم رصفها بجانب أيقونات الكون التي قدّمت للبشرية إسهامات (مُحترمة) وملموسة وإيجابية !.. وسيُجاور اسمها أسماء كبار الشخصيات العالمية الفذّة والعبقرية والخيّرة (كأنشتاين) !..
توكّل كرمان، مهما قلنا عنها اليوم تحديدا، فلن نستطيع تقديمها للعالم بشكل أفضل من الذي ناضلت من أجله سنين طويلة، ليس لأن الجوائز المادية مهما بلغ إرتفاع قِيمها، هي غاية نضالها وهدف وقوفها إلى جانب الشعب اليمني عموما والنساء اليمنيات خصوصا، بل لأنها أرَت العالم معنى التوكل الحقيقي على الله الذي تؤمن به !.. بأن أسهمَت في البحث عن السلام المفقود لشعبها في ربوع وطنه، بطريقة حضارية راقية إنسانية، رغم همجية عائلة صالح وجبروتها وطغيانها وظلمها ولاإنسانيتها !..
توكّل كرمان، علّمت صالح وأبناءه وأبناء إخوانه ومقرّبه الذين يستقوون بخردة الأسلحة الحديدية، أن الشعب اليمني منصور من عند الله من فوق سبع سماوات .. الله الذي يُعز من يشاء ويُذل مَن يشاء، أعز الشعب اليمني المظلوم في جمعته هذه، بأن منحه أرقى وأكبر جائزة عالمية .. جائزة نوبل للسلام !.. وأذل صالح ومُقرّبيه بإعتراف ضمني من العالم بشرعية مطالب شعبه ومُعارضيه ومن بينهم توكل كرمان !..
أما أنا .. فغيرتي اليوم من زوج توكّل كبيرة، لأن الله حباه إمرأة صالحة إستطاعت النجاح في بيتها العائلي، وفي وطنها اليمن، واليوم هي تفتك النجاح على صعيد العالم، وكل ذلك بالسلام الذي علمها إياه دينها الإسلام !.. فهنيئا لتوكل بزوجها الذي ساندها ودعمها ووقف إلى جانبها في نضالها من أجل وطنها، والذي لم يقف حجر عثرة في وجه طموحها الإنساني المشروع بالعيش في يمنٍ كل الناس فيه سواء أمام الله وأمام القانون !.. وهنيئا لزوجها بها، أُما سيفخر بها أبناءهما، ومدرسة حقيقية لمعاني الإنسانية والخير والسلام !.. وهنيئا لأمة الإسلام بإمرأة رفعت إسم الإسلام عاليا بأخلاقها .
07 . 10 . 2011
التعليقات (0)