أمن الدولة والفساد

بأمر ملكي سابق تحولت أجهزة المباحث العامة وقوات الطوارئ الخاصة وقوات الأمن الخاصة ومركز المعلومات الوطني والشوؤن الفنية لقطاع واحد تحت مسمى رئاسة أمن الدولة بعدما كانت تعمل تحت مظلة وزارة الداخلية ، القطاع الجديد في المسمى القديم في العمل الوطني والمهمة سيواصل عمله بدقةِ عالية بعدما توحدت الأجهزة تحت إدارة واحدة واعده بالتميز ، مواجهة التنظيمات الفكرية والحزبية المتطرفة عملية ليست بالسهلة لكن جهاز المباحث اثبت كفاءته وجنب البلاد والعباد شرور كادت أن تقضي على الوطن وهذا ما جهل قادة التنظيمات المتطرفة كالقاعدة ووداعش يصدرون فتاوي ساذجة تُبيح قتل رجال المباحث وتهدر دمائهم والسبب القدرة التي يمتكلها ذلك الجهاز والتي وصلت إلى تفكيك خلايا وإحباط عمليات إرهابية قبل تنفيذها مما عجعل بسقوط تنظيمي القاعدة وداعش بسرعةِ لم يكن يتوقعها العالم ، كل ذلك وغيرها  حقائق يعرفها المواطن السعودي ويفتخر بها ، الإرهاب الناعم المتمثل في الفساد المالي والإداري خطره لا يقل عن الإرهاب الفكري والإرهاب المُسلح ، الجهات الرقابية التي تتابع قضايا الفساد المالي والإداري تحاول التخفيف من آثاره المدمرة وتحاول الحد من الممارسات التي تشجع الفساد كالتحايل على الأنظمة والتعليمات لكنها تقف عاجزة فالفساد يلتهم كل شيء والمواطن ضحية لذلك الداء والتنمية كذلك ، تعدد الجهات الرقابية وتنوع الصلاحيات وتنازعها في بعض الأحيان جعل الفساد بمأمن وهذه إشكالية طالما تحدث عنها المختصون ، المواطن لا تختلف رؤيته تجاه الإرهاب والفساد فكلاهما مُدمر نظرة واقعية إذا قارنا بين آثر الإرهاب وآثر الفساد ، ظم الجهات الحكومية المعنية بمكافحة الفساد المالي والإداري والمعنية بمراقبة مصروفات وإيرادات الدولة في كيان إداري واحد وتحت مظلة رئاسة أمن الدولة مطلب خصوصاً وأن الفساد يتمدد وينتشر ولم يعد يخشى بعض الإجراءات المسماه بالرادعة ، أمن الدولة أمن للوطن والمواطن والأمن منظومة شاملة متكاملة ولا يمكن تحقيق الأمن في جانب وهناك جانب يعاني من الجريمة التي تستهدف المواطن في قوت يومه ومستقبله ومستقبل أبناءه فالفساد آثاره متعددة وكارثية كالإرهاب تماماً ولذلك سُمي الفساد بالإرهاب الناعم لأن ضحاياه أحياء وليسوا أموات كضحايا الإرهاب المُسلح ..

‎@Riyadzahriny